قال علماء أمريكيون، إن عقارًا تجريبيًا طوروه حقق نتائجًا وصفوها ب"الواعدة" فى علاج سلالة فيروس إيبولا القاتل، التى تسببت فى انتشار المرض فى منطقة غرب إفريقيا. وأوضح الباحثون بجامعة "تكساس" الأمريكية، أن العقار الجديد، الذى أطلق عليه اسم (TKM-Ebola-Makona) نجح فى علاج القردة من سلالة لفيروس إيبولا تسمى "ماكونا"، التى تسببت فى انتشار المرض فى غرب إفريقيا. الباحثون أضافوا فى دراستهم، التى نشرت نتائجها فى مجلة "نيتشر" العلمية، أنهم أجروا تجارب على 6 قرود، تم إعطائهم جرعة عالية جدًا من فيروس إيبولا القاتل، وبعد 3 أيام، أعطوا ثلاثة من القرود العقار الجديد. وعقب انتهاء التجربة، التي استمرت 28 يومًا، أصبح القرود الثلاثة الذين تلقوا العلاج أصحاء وشفوا تمامًا من المرض، بينما مات الثلاثة الباقين، الذين لم يحصلوا على العقار، خلال تسعة أيام من إصابتهم بالفيروس. ويعمل العقار على وقف تكاثر فيروس إيبولا ويساعد على شفاء المرضى. وبالنسبة للتجارب على البشر، قال الباحثون إنه تجرى حاليًا تجربة العقار الجديد على مرضى إيبولا في سيراليون، لكن النتائج لم تتح بعد، ومن المتوقع الإعلان عنها في النصف الثاني من العام الجاري. وعن آثاره الجانبية، أشار الباحثون إلى أن العقار الجديد يمكن أن يسبب الصداع والقشعريرة والحمى للمريض. وقال توماس جيسبرت، قائد فريق البحث بجامعة تكساس: إن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر حماية، بعد التعرض لعدوى فيروس إيبولا، في مواجهة الانتشار الجديد لسلالة ماكونا من فيروس إيبولا-زائير". وأضاف جيسبرت أن العقار الجديد، وهو من إنتاج شركة "تكميرا" الكندية للأدوية، يمكن تطويعه لاستهداف أي سلالة من إيبولا، كما يمكن إنتاجه في أقل من ثمانية أسابيع". ويستغرق إنتاج العقار الجديد شهرين، وهي فترة قصيرة مقارنة بعدة أشهر يستغرقها إنتاج عقار "زيماب" التجريبي الآخر الذي نجح في علاج قرود مصابة بسلالة أخرى من إيبولا مختلفة عن المنتشرة حاليًا. وعلق الطبيب دانيال باوش، المستشار البارز لمنظمة الصحة العالمية، وأخصائي الأمراض المعدية في جامعة تولين الأمريكية، على نتائج الدراسة قائلا: "الدواء الجديد يحمى من فيروس إيبولا، بعد 3 أيام من التعرض للعدوى القاتلة، لذلك هذا أمر جيد نأمل أن يستمر". وكان آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أفاد بتجاوز حصيلة ضحايا إيبولا، 10 آلاف و326 شخصا في دول غرب أفريقيا، حيث طال الوباء لييريا، وغينيا، وسيراليون، منهم 3747 في الأخيرة وحدها. و"إيبولا" من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.