المهندس أشرف البنداري ل «المصريون»: - «الوحش المصري» حصل على أفضل تصميم عالمي.. و500 ألف جنيه تهدد مشروع أول سيارة هوائية برمائية مصرية الصنع - 8 ملايين سيارة تهدد بتحويل شوارع القاهرة الكبرى إلى أكبر «جراج» خلال 3 سنوات.. وإسرائيل تخطط لخطف فكرة سيارات الإقلاع العمودي من مصر - رجال الأعمال المصريين لا يعلمون عن المخترعين والباحثين أي شيء - مكتب الاختراعات الإسرائيلي يصدر براءات تفوق المكتب المصري بأكثر من 66ضعفًا.. والمخترعون يضطرون للهجرة بحثًا عن ممول
أكد المخترع المصرى العالمى المهندس أشرف البنداري، الحائز على الميدالية البرونزية فى المعرض الدولى السابع للاختراعات فى الشرق الاوسط، فى حضور 165 دولة، أن مكتب الاختراعات الإسرائيلى يصدر براءات تفوق المكتب المصرى بأكثر من 66 ضعفًا، مبينًا أن المخترع المصرى يضطر للهجرة بحثًا عن ممول لأفكاره التى أنفق عليها من جيبه الخاص. وأوضح البندارى فى حواره مع "المصريون"، أنه رغم حصول اختراعه السيارة البرمائية الهوائية التى أطلق عليها "الوحش المصري" على أفضل تصميم هندسى فى العالم إلا أنه مهدد بالضياع لأنه لا يمتلك تمويلا يصل إلى 500 ألف جنيه، مشيرًا إلى أنه فكر فى هذا الابتكار لأن ما يقرب من 8 ملايين سيارة تهدد بتحويل شوارع القاهرة الكبرى إلى أكبر "جراج" خلال 3 سنوات.
وإلى نص الحوار:
** فى البداية.. كيف تمكنت من انتزاع أحد أهم الجوائز العالمية فى الاختراع والابتكار؟ بصفتى مخترع تقدمت لمكتب براءات الاختراع المصرى للحصول على براءة اختراع بتصميمى لأول سيارة هوائية برمائية فى المعرض الدولى السابع للاختراعات فى الشرق الأوسط، والذى أقيم ديسمبر الماضي، وبالفعل تمكنت من انتزاع الميدالية البرونزية كأحد أفضل الاختراعات والتصميمات بالمعرض.
** وهل حصلت بالفعل على براءة الاختراع؟ لقد تقدمت باوراقى بالفعل لمكتب براءات الاختراع التابع لأكاديمية البحث العلمى وحمل طلبى رقم 932/ 2011، ولكن الأكاديمية ردت بأنه غير مطابق للمواصفات الصناعية، فلم أستسلم وقمت بتنفيذ المشروع على أرض الواقع وبالجهود الذاتية، وحضرت به عدد كبير من المعارض، فى الجامعة الامريكية، ومعرض التقييم العالمى للمفكرين فى الكويت بحضور 156 دولة، على رأسها أمريكا وروسيا وفرنسا وكل الدول العظمى، وكنت مرشحًا للحصول على المركز الأول، ولكن لتدخل الأمور السياسية حصلت على المركز الثالث.
** وكيف اشتركت فى المعرض طالما أن مكتب الاختراعات لم يوافق؟ وزارة البحث العلمى نفسها هى التى رشحتنى حتى أمثل مصر باختراعى فى المعرض، ولكنى اضطررت للسفر على نفقتى الخاصة.
** أليس هذا تناقضًا.. كيف تقرر وزارة البحث العلمى بأن الاختراع غير مطابق للمواصفات الصناعية وفى نفس الوقت ترشحك لتمثيلها فى معرض دولى للاختراع والابتكار؟ وزارة البحث العلمى قيمت اختراعى بأنه غير مطابق للمواصفات الصناعية فقط، وهذا ما يقولونه لمعظم المخترعيين المصريين،مما يضطر المخترع والمبتكر للهجرة، فاذا ما قارنا بين مصر التى يوجد بها أفضل علماء وأكثر المخترعين وبين دولة كإسرائيل، سنجد أن إسرائيل تمنح سنويا أكثر من 2000 براءة لمواطنيها، فى حين منحت مصر السنة الماضية 30 براءة اختراع فقط للمصريين، أى أن المكتب الإسرائيلى تفوق على المكتب المصرى بأكثر من 66 ضعفًا.
** ألم تسع لتقديم "الوحش المصرى" لرجال الصناعة فى مصر؟ أحاول حاليًا أن أتواصل مع بعض رجال الأعمال المتحكمين فى الصناعة، ومؤخرًا تواصلت مع إحدى الشركات التى تستورد المحركات الكهربائية من الخارج، وتستورد أيضًا السيارات الكهربائية التى تستخدم فى الفنادق، ولقد تواصلت معها لأنها تقوم ببعض التصنيعات الخفيفة، ولكننا لم ننته من مناقشاتنا بعد، أيضًا حصلت على بعض العروض الدولية من بعض الدول الأوروبية والأمريكية، وبعض الجامعات الأوروبية حصلوا على البحث ليقوموا بدراسته، وهذا الاهتمام جاء لأن المشروع قائم على توليد كهرباء مخلق ذاتي، وهذه سابقة علمية.
** وسط ما نعانيه من أزمة مرورية فى الشارع المصرى ألا ترى أن اختراعك الخاص بالسيارة الهوائية البرمائية يمكن أن تحل تلك الأزمة؟ بالطبع..فلك أن تتخيلى أن القاهرة الكبرى والكثير من المدن المليونية، مهددة بالتحول إلى "جراج" كبير بالسيارات بعد أن تخطى عدد السيارات حوالى 8 ملايين سيارة حتى ديسمبر 2014، طبقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادر لهذا العام، لذلك أرى أنه بعد ثلاث سنوات ستصبح القاهرة الكبرى أكبر "بارك" فى العالم فى ظل عدم ازدياد الرقعة التى نعيش عليها.
** وماذا عن السيارة نفسها هل تعتقد أنها ستنجح فى ذلك؟ ولم لا.. العالم كله يسعى لاختراع سيارات قادرة على الطيران منذ سنوات، فعندما سجلت ابتكارى فى 2011 كنا الدولة رقم 3 بعد أمريكا واليابان، واليوم هناك أربع دول أخرى دخلت المعترك وهى كندا وهولندا وإسرائيل والصين.
** وما الميزة النسبية للابتكار المصرى أمام أفكار تلك الدول؟ مصر تسعى لتلافى جميع المشاكل التى وقعت فيها بعض الأفكار العالمية، فالتجارب الهولندية أثبتت أن سيارتها تطير على بعد 36 مترًا، فى حين تحتاج التجربة الأمريكية إلى مدرج شبيه بالطائرات لأن السيارة ستطير بعد 760 مترًا، بعكس اختراعى الذى أطلقت عليه اسم"الوحش المصري" سيتمكن مع الإقلاع العمودي، وهذا ما تسعى إليه بالفعل إسرائيل اليوم، لذلك أتمنى أن لا تسبقنا كالعادة وتصل إلى تسجيل هذا الإنجاز العلمي.
** وماذا يمكن أن يقف أمام خروج "الوحش المصري"إلى النور؟ صناعة النموذج الذى سيمثل مصر فى المحافل الدولية، وهذا النموذج يحتاج إلى مبلغ يصل ل 500 ألف جنيه، لأن أغلب مواده يتم استيرادها من الخارج، وهذا بالطبع خارج نطاق قدرات المخترع المصري.
** وإذا ما تناولنا الاختراع نفسه ما المواصفات التى أهلته للحصول على أفضل تصميم عالمي؟ السيارة البرمائية الهوائية تتميز بثمانية مميزات مهمة، أولها أنها تعمل من خلال توليد داخلى للكهرباء وهو عبارة عن توليد كامل وليس مجرد شحن للسيارة، بالإضافة إلى القدرة على الإقلاع المباشر إلى أعلى والهبوط السهل من وإلى أى موقع، وإمكانية العمل فى الماء بطريقة مؤمنة جدًا على هواء مضغوط، كما أن السيارة تتميز بحالة التنافر المغناطيسى لتباعد الأجسام عن بعضها البعض أثناء التحليق لعدم التصادم، وتوافر خدمة المراقبة الفورية سواء كانت مراقبة مرئية أو مسموعة، بالإضافة إلى أن جناحا السيارة ينفردا أثناء التحليق وينكمشا أثناء الهبوط بمنتهى السهولة، كما أن الشكل الملفون الأسطوانى بنسبة 360 درجة سيساعد على إحداث الانزلاق الهوائى أثناء الطيران، والجسم مصنوع من مادة الفبر باعتبارها مادة خفيفة الوزن وقادرة على الطيران بسهولة.
** وماذا عن أهم الاستخدامات التى يمكن الاستفادة بها؟ السيارة الطائرة العائمة يمكن استخدامها كإسعاف طائر فى المراحل الأولي، أو استخدامها كسيارات مطافئ او سيارات شرطة، حيث تتسع من 4 ل 6 مقاعد ويمكن تطويرها بأن تستخدم كأتوبيس طائر بين المحافظات أو الأحياء المزدحمة، ويمكن تصميم مهابط على أسطح بعض المبانى الجديدة للهبوط والإقلاع العمودي، وهى تسير على الأرض بدون أجنحة وعند الارتفاع عمودياً تفتح الأجنحة ويمكن تدريب سائقين بمعرفة القوات المسلحة وتعمل وفق أنظمة أبراج المراقبة وتحت سلطة الطيران المدنى والقوات المسلحة حتى لا يساء استخدامها.
** معنى هذا أنها لن تمنح لأى سائق دون تدريب؟ قطعًا لن تمنح لأى سائق.. فقيادة السيارة البرمائية الهوائية تحتاج إلى قائد مؤهل بشكل جيد، وسيتم تدريبه فى معهد يتم إعداده تحت إشراف هيئة الطيران المدنى والقوات المسلحة وخبراء فنيين، وبعد إيجاز الفترة الزمنية المحددة سيُمنح رخصة لقيادتها تكون مسجلة فى المركز الرئيسى ببصمة العين، حتى لا يعبث به أى إنسان غير مؤهل لقيادتها.
** وما العروض المقدمة من الدول الأوروبية وأى الدول الأوربية قدمت لك هذه العروض؟ الحقيقة أن العروض المقدمة كانت أكبر مما تخيلت، فعلى سبيل المثال عرضت سويسرا أن تمنحنى براءة اختراع، بالإضافة إلى المساحة التى أطلبها لإقامة المشروع، على أن يكون لى حق الإشراف وأن يكون لى نسبة من الأرباح، و100 مليون دولار مقابل أول نموذج فقط.
** ولماذا لم تسجل البحث خارج مصر لحمايته؟ مجرد عرض الفكرة دوليًا، والاشتراك فى معارضها يحتاج الكثير من الأموال، فصحيح أن وزارة البحث العلمى هى التى ترشح المخترع للاشتراك فى المعارض ولكن المخترع ينفق على سفره من جيبه الخاص، وتسجيل البحث فى خارج مصر يكلف الكثير أيضا، ولقد رشحت لمعرض جينيف الدولى الذى سيقام بعد شهر ولكننى اعتذرت بسبب الإمكانيات المادية.
** هذا حال كل المخترعين فى مصر فهل تعتقد أن المخترع الذى ينفق بنفسه على اختراعه يمكنه الاستمرار؟ إذا كان الاختراع صغيرًا ولا يحتاج إلى تكاليف كبيرة يمكنه أن يستمر، ولكن إذا كان العمل كبيرًا فمن الصعب أن يستمر بإمكانياته المادية وحدها، فعلى سبيل المثال عندما عملت فى نموذج السيارة بدأت بنموذج سبعة أمتار، ولأننى وجدت التكاليف باهظة توقفت وقمت بضغطه ليصل إلى 2.35 متر، ولكى يطير النموذج ويعوم فى الماء يحتاج إلى تكاليف باهظة، وللتغلب على هذا أنشأت مصنع صغير وزودتة بالأجهزة، وكل ما أطلبه أن الدولة تساعدنى فى النموذج، خاصة أن30% منه لم يكتمل، ثم يمكننا أن نعرضه فى المعارض الدولية، ومن خلال الحجوزات التى ستتقدم يمكن أن نبدأ خط الانتاج.
** هل تعتقد أنه آن الأوان لإنشاء نقابة للمخترعين؟ المخترع لا يحتاج لأكثر من خروج النموذج الأول لاختراعه، وهذا يحتاج إلى تمويل مناسب، والابتكار فى كل دول العالم لا ترعاه الدولة بمفردها، وإنما يكون لرجال الأعمال دور كبير فى رعايته، ولكننى لم أسمع عن رجل أعمال مصرى قام برعاية مخترع، أو تبنى فكرة مخترع مصري، وأنا كمخترع لا أحتاج لأكثر من رجل أعمال صناعى مصرى يتبنى فكرتى ويحقق مشروعى على أرض الواقع.