قبل شهر واحد من انطلاقها، انتهت عملية "عاصفة الحزم"، التي انطلقت بقيادة السعودية في 25مارس الماضي، استجابة للرئيس اليمني عبد ربه منصور، الذي أقصاه الحوثيون من منصبه تحت الضغط. وخلفت العملية التي قادتها المملكة السعودية ضمن تحالف خليجي ضم كلًا من "قطر والإمارات والبحرين والكويت" بالإضافة إلى الدعم العربي الكبير الذي قدمته مصر والسودان ودول أخرى، المئات من قتلى الحوثيين وتدمير أسلحتهم ومعدتهم الثقيلة التي استولوا عليها بعد هزيمتهم للجيش اليمني بمساعدة من قوات الرئيس المخلوع عبد الله صالح. وأعلنت قيادات التحالف الخليجي، أنها بدأت عملية "إعادة الأمل" بعدما نجحت في استئصال قوى الجماعة الحوثية الشيعية لتصبح بلا أنياب فاعلة على الأرض، وتتمثل أهم أهداف عملية إعادة الأمل في «حماية الشرعية والعمل على مكافحة التنظيمات الإرهابية واستئناف العملية السياسية واستمرار حماية المدنيين، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن ناصرها». وبعد عودة الشرعية مرة أخرى للرئيس عبد ربه منصور، بفضل عاصفة الحزم، أصبحت المملكة العربية السعودية بمنأى عن مخاطر الجماعة الشيعية، إذ تم تأمين الحدود السعودية مع اليمن، وتدمير كل المعدات الثقيلة التي دفعت بها الجماعة الشيعية على طول الحدود مع السعودية. ودمرت الطلعات الجوية التي نفذتها السعودية والتحالف الخليجي، الصواريخ الباليستية ومخازن الأسلحة والمعدات الثقيلة التي نهبتها جماعة الحوثي الشيعية من قوات الجيش اليمني بعد تواطؤ من قادة سابقين بالجيش وداعمين للرئيس المخلوع عبد الله صالح. "كان هناك تخوف من حدوث صدام عنيف بين الأسطولين الأمريكي والإيراني، ولذلك كان لابد من وقف فوري للعملية"، قالها اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري ل "المصريون"، معتبرًا أن انتهاء عملية الحزم في هذا التوقيت بالتحديد كان ضرورة ملحة فرضت على التحالف الخليجي. وأكد سويلم، أن إيران هددت بإدخال مساعدات عسكرية بالقوة إلى الحوثيين إذا لم تتوقف عاصفة الحزم، وتصدت لها الولاياتالمتحدة، ولذلك كان لابد من انتهاء العملية، ولعل أبرز الأدلة على ذلك هو إعلان قيادات بالحرس الثوري الإيراني منذ أيام قليلة عن قرب انتهاء عاصفة الحزم. وتابع: أصبحت هناك إشكالية كبرى الآن ألا وهي من سيحكم اليمن؟ معتبرًا أن الرئيس هادي لن يحكم اليمن إلا عن طريق تسوية سياسية بينه وبين الحوثيين، وفيما عدا ذلك سيكون من الصعب عليه أن يجمع البلاد على كلمة واحدة. من جانبه، قال اللواء أحمد رجائي، الخبير العسكري، إن هناك 48 ساعة ستوضح مدى نجاح عملية عاصفة الحزم وقدرتها على الحد من نفوذ الحوثيين، معتبرًا أن "تلك الساعات القادمة ستكون فاصلة في عمر اليمن". وأكد الخبير العسكري، أن أكبر الانتصارات التي حققتها عاصفة الحزم هو قدرتها على إذلال الرئيس المخلوع علي صالح، وإعلانه تخليه عن دعم الحوثيين حتى ينأى بنفسه عن الصراع، وهذا أكبر دليل على أن عملية الحزم قد حققت نجاحات كبيرة. وأوضح أنه سيتم البدء في عملية تفاوض بعدما قضت "عملية الحزم" على نفوذ الحوثيين، لافتًا إلى أن اليمن تحتاج الآن إلى الحوار البناء لإعادة بنائها مرة أخرى. وأضاف: ليس الأمر قاصرًا على شخص الرئيس اليمني عبد ربه منصور، وعودته مرة أخرى إلى منصبه، وإنما يخص جميع المؤسسات الشرعية التي حلها الحوثيون بقوة السلاح، الأمر يخص جميع المؤسسات وعودتها للعمل مرة أخرى تحت غطاء سياسي شرعي.