كشفت مصادر اقتصادية ل " المصريون " عدم صحة التصريحات التي رددها العديد من المسئولين المصريين في الأيام الأخيرة عن ضآلة حجم التبادل التجاري بين مصر والدانمارك ، وبالتالي فلا جدوى من الدعوى لمقاطعة المنتجات الدنمركية في مصر بسبب قيام صحف دنمركية بنشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، مشيرة إلى أن حجم الاستثمارات الدنمركية شهد نموا كبيرا في السنوات الأخيرة . وأشارت المصادر إلى أن هذا غير صحيح بالمرة نتيجة لطبيعة الاقتصاد الدنمركي نفسه ، حيث يتميز الاقتصاد الدانماركي بالاعتماد الكبير علي الاستثمارات الخارجية للشركات الضخمة فيما وراء البحار و التي يتركز جزء كبير منها في مصر. وعددت المصادر حجم هذه الاستثمارات ، فمثلا تنتشر سلسلة مطاعم "تريانون" الدنمركية بأرقي المواقع في القاهرة الكبرى والإسكندرية ، و تريانون هو كبير خبازي القصر الملكي الدنمركي في العصور القديمة ، وقائمة الطعام المقدمة في هذه المطاعم تتباهى بأصلها الدنمركي ولفتت المصادر إلى قيام الحكومة المصرية بمنح امتياز تشغيل وإدارة ميناء شرق التفريعة لشركة ميرسك الدولية وهي أحد شركات مجموع "اب موللر ميرسك " الدنمركية ، وذلك في واحد من أغرب وأعجب عقود الامتياز وأكثرها إجحافا للدول المانحة لحقوق الامتياز في تاريخ المواني الدولية وذلك بالرغم من تقدم العديد من الشركات الدولية الكبرى المتخصصة في هذا المجال للحصول علي حقوق الامتياز إلا انه كثر الحديث عن استغلال هذه الشركة لحالة الفساد الشديد المستشري في قطاع النقل البحر بوزارة النقل ، والذي كانت أخر ثماره حادثة العبارة السلام 98 . وأوضحت المصادر إلى أن الحكومة المصرية تنوي منح امتياز إدارة وتشغيل المرحلة الثانية من الميناء لنفس الشركة وذلك طبقا لخطاب النوايا التي وقعته وزارة النقل المصرية معها في شهر أغسطس 2005 ، رغم أن العديد من الشركات العالمية و خاصة الشركات الصينية قد تقدمت للحصول علي الامتياز ، وعلما بأن هذه الشركة تعمل تحت اسم شركة قناة السويس للحاويات وذلك لإخفاء هويتها الدنمركية . وكشفت المصادر أن أشهر شركات الحفر المصرية العاملة في مجال التنقيب عن البترول ، وهي شركة الحفر المصرية ، التي تعمل بمصر منذ عام 1972 ، هي شركة دنمركية تتبع نفس المجموعة وتحوز علي الكثير من مناطق الامتياز دخل مصر . على جانب آخر ، وفي تعليقها على الأزمة التي سببتها الصحيفة الدانماركية رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن صدام الحضارات بين المسلمين والغرب يعد طموحا أساسيا بالنسبة لتنظيم القاعدة وطالبان ومن وصفتهم بالتنظيمات الإرهابية من بريطانيا وحتى إندونيسيا. لكن الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "فوائد الرسومات الكاريكاتيرية" أشارت أيضا إلى أنه أي صدام الحضارات يعد أيضا ملاذا آمنا للأنظمة الديكتاتورية التي تتطلع إلى مقاومة الضغوط المتزايدة عليها من أجل الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط. حاولت الصحيفة التدليل على صحة كلامها بالقول إن غضب المسلمين إزاء النشر الأول للرسومات الكاريكاتيرية في الدانمارك تم الإعداد له ليس من قبل أسامة بن لادن لكن من قبل حكومات عربية . وقالت نقلا عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أيضا إن السفير المصري لدى الدانمارك قام بالتنسيق مع رجال دين محليين في الدانمارك أثناء إعدادهم للحملة الدعائية المحرضة بشأن الرسومات الكاريكاتورية وانتشارها عبر منطقة الشرق الأوسط. وزعمت الصحيفة أن وفدا ممن أسمتهم "المناضلين الدانماركيين" استقبلهم رجال دين كبار ومسئولون حكوميون في ديسمبر الماضي في القاهرة، حيث عمدت الصحافة الحكومية إلى المقارنة بين غضب المسلمين وبين الاضطهاد اليومي للأقلية القبطية ونشر الدعاية المناهضة للسامية. وجاء في "واشنطن بوست" أن المتطرفين ومن أسمتهم الانتهازيين السياسيين في أنحاء العالم الإسلامي عمدوا إلى استثمار الجدل بشأن نشر الرسومات الكاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة الإيرانية التي وصفتها بالساذجة كانت الأسبق إلى اللعبة حيث تواصلت التظاهرات خارج السفارات الأوروبية في الوقت الذي أعلنت فيه صحيفة محلية عن سباق لرسومات كاريكاتيرية عن الهولوكوست. وأضافت أن طالبان ربما كانت وراء المظاهرات التي شهدتها أفغانستان.. معتبرة أن إدارة الرئيس الأمريكي كانت على حق عندما حملت النظام السوري المسئولية عن حرق السفارات في دمشق وبيروت. رأت "واشنطن بوست" أن قلة من أبطال تلك الحلقة لا يتواجدون في غرف البث الإخباري الأوربية وإنما في الشرق الأوسط ضاربة مثلا برئيسي تحرير صحيفتين أردنيتين أعادا نشر الرسومات الكاريكاتيرية.. كذلك أشارت إلى آية الله علي السيستاني رجل الدين الشيعي في العراق الذي أدان المحرضين المسلمين.