قال رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، إن بلاده ستطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن، وذلك في أعقاب حادث غرق قارب يحمل المئات من المهاجرين غير الشرعيين قبالة السواحل الإيطالية، اليوم الأحد. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن رينزي قوله في ختام اجتماع عاجل لمجلس الوزراء الإيطالي، مساء اليوم، لدراسة الموقف إن "ما تقوم به إيطاليا من جهد، وبشكل منفرد تقريباً، هو عمل فوق العادي، وسنطلب عقد قمة للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن (لم يحدده)". ووجه رينزي الشكر إلى 18 من السفن البحرية والصيد التي تقوم بعمليات الإنقاذ والبحث عن ركاب القارب المنكوب. وكانت تقارير تلفزيونية حكومية قالت إن قارباً يحمل على متنه حوالي 700 من المهاجرين غير الشرعيين، قد غرق، فجر اليوم الأحد، في مضيق صقلية في أقصى جنوبإيطاليا، فيما تعد أكبر كارثة إنسانية في تاريخ الهجرة غير الشرعية بحراً إلى إيطاليا. وقال التقرير إن الحادث وقع على بعد حوالي 60 ميلا الى الشمال من ليبيا، حيث أعطى خفر السواحل الإيطالي الأمر لسفينة شحن برتغالية بالتحرك إلى مكان القارب المنكوب بعدما وصل نداء استغاثة، وتم تحديد مكانه عبر الأقمار الصناعية. واستطاعت سفينة شحن انقاذ 50 ممن كانوا على متن القارب المنكوب، فيما تشارك زوارق وسفن وحوامات سلاح البحرية وست قوارب صيد إيطالية في عملية مسح شاملة بالتنسيق مع خفر السواحل في محاولة للعثور على المزيد من الناجين، حيث تم انتشال 24 جثة حتى الآن، بحسب التقرير ذاته. وفي تصريحات في وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم خفر السواحل الإيطالية فيليبو ماريني إن "درجة حرارة البحر في الوقت الراهن 17 درجة، مما يسمح بالبقاء على قيد الحياة لمن يستطيع السباحة حتى نتمكن من تحديد مكانه". ووفق التصور الأولي للحادث، قال خفر السواحل الإيطالي إنه من المرجح أن القارب (لا يتجاوز طوله 30 مترا) غرق نتيجة تواجد العدد الأكبر من ركابه في جهة واحدة منه مما أدى إلى اختلال توازنه، وغرقه. ووفقاً لأرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم العام الماضي في مياه البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية، في حين أشارت أرقام منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية الأهلية إلى وصول أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير شرعي، بينهم 450 طفلأ، إلى إيطاليا ما بين 11 و 13 أبريل الجاري. وارتفعت وتيرة هجرة الأفارقة إلى إيطاليا بشكل غير شرعي في الآونة الأخيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الحوادث التي تسفر عن مقتل عدد كبير منهم. وفي أكتوبر الماضي قتل 400 مهاجر غير شرعي، عندما انقلب قاربان كانا يقلانهم إلى إيطاليا. وعقب ذلك الحادث أطلقت إيطاليا عملية بمشاركة 920 عسكرياً، و4 سفن من سلاح البحرية لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط عن طريق السفن التابعة للبحرية الإيطالية. وأفادت الأممالمتحدة، في تقرير لها، مؤخرا، بأنه "ما بين شهري مارس ، وأغسطس من العام المنصرم دخل أكثر من 30 ألف مهاجر غير شرعي إلي ليبيا بطرق متعددة".