خرجوا من بلادهم لا من أجل الرفاهية أو السياحة، بل هروبا من الفقر والجهل والحروب والعنصرية، ركبوا البحر المتوسط في سفن وقوارب قد لاتصلح للإبحار في أمواج هذا البحر العاتية، كان لديهم أمل في بداية حياة جديدة على الأراضي الأوروبية، بدلا من الحياة البائسة التي رلأوها في أوطانهم، ولكن لم يحظوا أبدا بهذة الفرصة، هم المهاجرون إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط، ففي هذا الأسبوع لم يمر يوم دون أن نسمع عن غرق مهاجرين في مياة المتوسط، وهو الأسبوع الأكثر في عدد وفيات المهاجرين منذ زمن بعيد، وبالفعل هو يستحق لقب أسبوع الموت. ونرصد أحداث غرق المهاجرين طوال أيام هذا الأسبوع. الإثنين أعلن خفر السواحل الإيطالي، انتشال 9 جثث بعد غرق مركب كان يقل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين قبالة سواحل ليبيا. وأوضحت السلطات الإيطالية أن المركب جنح على بعد نحو 150 كم قبالة سواحل ليبيا، وأن قوات خفر السواحل الإيطالية تمكنت من إنقاذ 144 شخصا كانوا على متنه، وأنها تواصل البحث عن ضحايا آخرين محتملين. وأشارت صححيفة الجارديان البريطانية، إلى أن السلطات الإيطالية تمكنت من إنقاذ ما لا يقل عن ستة الآلآف من المهاجرين منذ يوم الجمعة وحتى الإثنين، خاصة أن ارتفاع درجة حرارة الطقس وتحسن حالة البحر المتوسط، أدى إلى نشاط غير مسبوق في محاولات الهجرة غير المشروعة إلى السواحل الإيطالية. الثلاثاء فقد نحو 400 مهاجر غير شرعي بعد غرق مركبهم في المتوسط، بحسب ما أبلغ ناجون منظمة الهجرة الدولية ومنظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية بعد وصولهم الثلاثاء إلى إيطاليا. وكان خفر السواحل الإيطاليون الذين ساعدوا 42 زورقا تقل أكثر من 6500 مهاجر الأحد والاثنين، اعلنوا انهم تمكنوا من انقاذ 144 شخصا وانتشلوا تسع جثث بعد غرق أحد هذه الزوارق. الأربعاء لقي نحو 400 مهاجرا حتفهم، بعد أن غرقت سفينة استقلوها السبت من ليبيا محاولين الوصول إلى إيطاليا. أفاد ناجون الثلاثاء بأن حوالي 400 مهاجر لقوا حتفهم عندما غرقت سفينة استقلوها من ليبيا محاولين الوصول إلى إيطاليا في مأساة جديدة تقع في البحر المتوسط . وقالت هيئة إنقاذ الطفولة إن 550 مهاجرا كانوا على متن السفينة عندما غرقت بعد 24 ساعة من إبحارها من الساحل الليبي وإن 150 نجوا ونقلوا إلى ميناء في جنوبإيطاليا. الخميس ألقت البحرية الإيطالية القبض على 15 مهاجرا مسلما قذفوا 12 مسيحيا في البحر في اشتباكات اندلعت عندما كانوا على ظهر قارب متوجه من السواحل الليبية إلى إيطاليا. وفي حادث منفصل، غرق أكثر من 40 شخصا في البحر المتوسط بين إيطاليا وليبيا في أحدث مآسي غرق المهاجرين الذين يسعون إلى الوصول إلى أوروبا عبر البحر. وتم نقل الناجون مع 600 مهاجر آخرين إلى جزيرة صقلية. وصرح وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، بأن إيطاليا تطلب من الاتحاد الأوروبي دعما ماليا متزايدا لعمليات الإنقاذ للمهاجرين في البحر المتوسط و"ردا واضحا" بشأن الأماكن التي يجب نقل هؤلاء اليها بعد إنقاذهم. وقال جنتيلوني أن "تسعين في المائة من عمليات المراقبة والإنقاذ في البحر تقع على عاتقنا، ولم نتلق ردا مناسبا من الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن". الجمعة أعلن خفر السواحل الإيطالية، أن أكثر من 11.000 مهاجر وصلوا إلى السواحل الايطالية خلال الستة ايام الماضية، و ما يزيد عن 300 مهاجر منهم 45 امراة و 23 قاصر، جاؤوا من السواحل الليبية، و وصلوا صباح الجمعة إلى بودزالو في صقيلية. السبت حض البابا فرنسيس الأول، المجتمع الدولي على التحرك لتجنب المآسي التي تواجه المهاجرين خلال محاولاتهم الانتقال من القارة السمراء إلى أوروبا ما يؤدي إلى غرق الكثير منهم. وقال البابا "أود أن أعرب عن امتناني لإيطاليا التي استقبلت عدداً كبيراً من المهاجرين يطلبون اللجوء معرضين حياتهم للخطر". كما طالبت ألمانيا بإعادة بعث مهمة إنقاذ المهاجرين غيرالشرعيين من الغرق المعروفة بمهمة "ماري نوستروم" ب"شكل جديد" بعد المأساة الأخيرة التي أودت بحياة العشرات من اللاجئين في مياه البحر المتوسط، قبالة الشواطئ الإيطالية. الأحد قالت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين وصحيفة مالطية، اليوم الأحد، إن نحو 700 مهاجر كانوا يبحرون باتجاه إيطاليا غرقوا على الأرجح إثر انقلاب مركبهم في البحر المتوسط قبالة ساحل ليبيا. ونقلت قنوات تلفزيونية إيطالية حكومية وخاصة عن المتحدثة باسم المفوضية بإيطاليا كارلوتا سامي أن 28 شخصا كانوا على ظهر المركب المنكوب وأنقذتهم سفينة تجارية أكدوا أن بقية الركاب الذين يزيد عددهم عن 700 غرقوا. من جهتها قالت صحيفة "تايمز أوف مالطا" اليوم إن المركب غرق الليلة الماضية على مسافة 110 كيلومترات تقريبا من الساحل الليبي، وعلى المسافة نفسها جنوبي جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية في البحر المتوسط.