لقي 24 مهاجرا مصرعهم اليوم، وفقد المئات، والحصيلة مرشحة للزيادة، إثر انقلاب سفينة مهاجرين في البحر المتوسط شمالي ليبيا ليلا، حسب ما أفاد خفر السواحل الإيطالية اليوم. وقال خفر السواحل، في بيان له اليوم، إن السفينة التي يبلغ طولها 20 مترا غرقت، بينما اقتربت سفينة تجارية برتغالية "كينج جاكوب)"لإنقاذ الضحايا، وتمكنت من إنقاذ 28 راكبا، لكن السفينة الأخرى انقلبت بعد ذلك ليسقط المئات في البحر. وأضافت قيادة خفر السواحل، ومركز تنسيق جهود الإنقاذ في روما، أن السفينة قد تكون غرقت، لأن ركابها انتقلوا إلى الجانب الأقرب من سفينة الشحن البرتغالية. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، أن ما يقدر بنحو 700 شخص كانوا على متن السفينة، غير أن خفر السواحل وغيرها من السلطات، قالوا إنهم ليس لديهم وسيلة فورية لتحديد عدد الذين كانوا على متن السفينة، أو عدد الذين يمكن إنقاذهم، ومن المتوقع توضيح حصيلة القتلى بعدما التقى المسؤولين بالناجين، رغم أنه لا يتوقع أبدا انتشال كثير من الجثث، وتم تحديد مكان حطام السفينة في البحر. وقال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الذي يتابع أخبار السفينة الغارقة، للزوار في ساحة القديس بطرس: "هناك مخاوف من أن يكون هناك مئات القتلى". وقال أنطونيو إيرازو، وهو جنرال في شرطة الحدود الإيطالية، لتلفزيون "سكاي تي جي 24": "هناك بقع وقود كبيرة وقطع خشب وسترات نجاة، وانتشرت قوات إيرازو للمساعدة في جهود الإنقاذ". وأضاف إيرازو، عندما سئل عما إذا كانت السفينة انقلبت لأن المهاجرين اندفعوا إلى أحد الجوانب، أُثناء اقتراب السفينة البرتغالية منها أم لا، قال إيرازوا "الآلية غير واضحة، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك"، كما تعد إيطاليا الوجهة الأولى للهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي. ويأتي انقلاب السفينة وسط موجة من المهاجرين، الذين يحاولون ترك ليبيا إلى السواحل الإيطالية، ويسعون إلى انتهاز استقرار حالة البحر ودفء الطقس، للقيام بهذه الرحلة الخطرة على قوارب المهربين. وتوفي حتى الآن ما لا يقل عن 900 شخص هذا العام في انقلاب قوارب، ويفترض أن 400 شخص لقوا حتفهم الأسبوع الماضي، عندما انقلب قارب آخر. وإذا تأكد مقتل أي عدد قريب من الذي ذكرته الوكالة الإيطالية وهو 700، فسيكون أكثر حادث انقلاب منفرد لقارب أو سفينة تقل مهاجرين دموية. وتقول إيطاليا، إنها ستواصل إنقاذ المهاجرين، لكنها تطالب بأن يزيد الاتحاد الأوروبي مساعداته لإيوائهم وإنقاذهم، كما تقول إن وكالة الرقابة على الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتيكس"، يجب أن تلعب دورا أكبر في تنسيق عمليات الإغاثة، وفرونتيكس من الناحية النظرية، عملية لتسيير دوريات على الحدود، وليست مسؤولة عن جهود البحث والإنقاذ.