أشادت صحيفة "الجارديان" البريطانية بدور مصر في إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل الثلاثاء، قائلة إن مصر عادت لتثبت قيمتها كوسيط ولاعب إقليمي رئيسي على الرغم من الاضطرابات الداخلية وتدهور علاقاتها بإسرائيل. وأضافت إن الحكومة المصرية كانت سعيدة بالترويج للخدمات الذي قدمها رئيس المخابرات العامة اللواء مراد الموافي –والتي عادة ما تكون سرية للغاية- والذي حل مكان عمر سليمان، الذي وصفها ب "رجل مبارك المقرب" وساعد في إتمام الصفقة الاستثنائية بين "حماس" وإسرائيل. واعتبرت أن الأمر المثير للدهشة هو أن العلاقات بين مصر وإسرائيل شهدت انحدارا شديدا منذ الإطاحة بحسني مبارك، واستياء إسرائيل من الظهور الجديد للإسلاميين على الساحة بمصر، خاصة لاعتقادها بأنه كان لهم نفوذ في إنجاح اللواء موافي في وساطته لعقد مصالحة فلسطينية بين "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية. وقالت الصحيفة، إن الأمر بدا وكأن الرئيس المخلوع حسني مبارك لم يكن يرغب في مساعدة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الحصول على الدعم السياسي الذي ستحصل عليه الآن بكل تأكيد بعد نجاحها في الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا مقابل جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شاليط. وأضافت إن تفاصيل مفاوضات عملية تبادل الأسرى خضعت لسرية شديدة، إلا أنها توضح أن مصر لعبت دورًا نشطًا للغاية من خلال تقديم 20 اقتراحًا مختلفًا ل "حماس" وإسرائيل على مدى الثلاثة أشهر الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت مصر ستستغل مكانتها كوسيط للمساهمة في تخفيف حدة التوتر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيرة إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة هو أحد المجالات التي من الممكن أن تساعد فيها مصر، خصوصًا بعد اتخاذها نهجًا جديدًا في غلق أنفاق التهريب مع فتح معبر رفح بشكل تدريجي. وأضافت أن "حماس" حاولت أن تجعل رفع الحصار عن غزة أحد شروط اتفاقية تبادل الأسرى، مبررة ذلك بأن إطلاق سراح شاليط سيزيل الذريعة التي تتخذها إسرائيل وسيلة لإيقاع العقاب الجماعي على قطاع غزة، إلا أن إسرائيل لا تزال ترى في قطاع غزة "كيانًا معاديًا"، وفي حركة حماس "منظمة إرهابية"، على حد وصفها. ورجحت الصحيفة أن يكون هناك ضغط مصري وعربي و أوروبي، إلا أن الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم هم من يقررون ما سيحدث حالما تنتهي احتفالاتهم بإطلاق سراح المعتقلين، معتبرة أنه من الصعب أن يتمكن الطرفان من إيجاد أرضية مشتركة مرة أخرى عما قريب.