أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ارتياح فرنسا الشديد للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمسة أعوام من الأسر علي يد حركة حماس. وقال ساركوزي في تصريحات صحفية امس علي هامش زيارته الحالية لمدينة نيس التي تقع في جنوب شرق البلاد إن شاليط سيزور باريس قريبا. وأضاف أن الإعلان عن أن شاليط يحمل الجنسية الفرنسية ساهم بشكل كبير في أن يبقي حيا. وأعرب ساركوزي عن أمله في أن تسهم عملية الافراج عن شاليط في استئناف الحوار بين الفلسطينيين واسرائيل وعبر عن تمنياته في أن يهتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بالمرحلة الثانية من عملية الافراج عن الأسري. كما عبر عن أمله في أن يتمكن الأسري الفلسطينيون من الضفة الغربيةالمحتلة الموجودون لدي اسرائيل من العودة إلي ديارهم. وفي روما رحب رئيس مجلس الشيوخ الايطالي ريناتو سكيفاني بنبأ الإفراج عن شاليط وكذلك العديد من السجناء الفلسطينيين أمس قائلا تتجه أفكاري نحو الآباء والأسر لجميع الاسرائيليين والفلسطينيين أيضا, الذين حرموا من حريتهم والذين سيتم أخيرا لم شملهم مع أحبائهم. وتوقع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امس أن يؤدي نجاح مصر في إنجاز الصفقة إلي دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. مؤكدا انه بهذا الحدث سيتم فتح صفحة جديدة في عملية السلام في الشرق الأوسط ومن شأن تبادل الاسري أن يشجع علي استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. من جانبه عبر رئيس مجلس النواب الإيطالي جانفرانكو فيني عن ارتياحه الكبير بالإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط والاسري الفلسطينيين, نتيجة للاتفاق بين حكومة اسرائيل وحماس. أما عمدة روما جاني أليمانو فقال إن تحرير شاليط نصر رائع ليس فقط لإسرائيل بل للإنسانية بأسرها. وأضاف العمدة أليمانو انتهت اليوم عملية احتجاز رهيبة حقا, وهي تمثل خطوة إلي الأمام في عملية السلام بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وتابع قد عاد( شاليط) إلي منزله في إسرائيل ونحن سعداء للغاية بذلك. صحف العالم تشيد ب ريادة مصر كوسيط دولي وقوة إقليمية محورية لنجاحها في إتمام صفقة الأسري لندننيويورك أ.ش.أ: أشادت صحيفة الجارديان البريطانية بالدور المصري المحوري في انجاز صفقة تبادل الاسري بين اسرائيل وحركة حماس لتستعيد مصر بذلك دورها كوسيط مهم وكقوة اقليمية مركزية في منطقة الشرق الاوسط. واعتبرت الصحيفة امس الثلاثاء- ان اكثر ما يثيرالدهشة حول هذه الصفقة هو ان العلاقات بين مصر واسرائيل كانت شهدت انتكاسة حادة بعد سقوط الرئيس حسني مبارك في ثورة25 يناير الماضي والذي كانت اسرائيل تعتبره صمام امان لمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ عام.1979 وقالت الصحيفة في هذا الصدد ان الاسرائيليين شعروا بأن خطر مد اسلامي جديد في مصر اضحي يهدد امنهم بل وذهبوا إلي حد اتهام مصر بممارسة نفوذها لانجاز المصالحة بين حركتي فتح وحماس في مايو الماضي مااستدعي مخاوف اسرائيلية من ان السياسة الخارجية المصرية تشهد تحولا حادا. وأضافت الصحيفة: كذلك تأزمت العلاقات المصرية- الاسرائيلية بشكل واضح بسبب استشهاد5 جنود مصريين بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلية علي الحدود بين البلدين الامر الذي اثار سخط وغضب الرأي العام المصري, لتخرج التظاهرات تحاصر مقرالسفارة الاسرائيلية في القاهرة وتندد باستشهاد الجنود المصريين والممارسات الاسرائيلية. واشارت الي انه علي الرغم من الخلفيات السابق ذكرها نجحت مصر في انجاز صفقة شاليط لتؤكد اهمية دور الوساطة المصرية في حل القضايا الاقليمية. واختتمت الصحيفة طارحة تساؤلا حول مدي استخدام مصر دورها كوسيط في سبيل اجراء المزيد من التسويات في الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي..مؤكدة في الوقت ذاته ان مصر قد تكون مستعدة لبذل جهودها الي جانب المساعي الاوروبية والعربية في هذا الصدد لكن يبقي القرار الاخير في ايدي الفلسطينيين والاسرائيليين انفسهم. كما نوهت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالدورالمصري الفعال في اتمام صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, ووصفتها بأنها صفقة دقيقة من شأنها أن تهز سياسة المنطقة بأسرها. وأشارت الصحيفة إلي أن نجاح الصفقة جاء بسبب دور مصر الفعال ورغبته العميقة في إنجاح هذه الصفقة, وأوضحت أن الحافلات التي كانت تقل مجموعة الأسري الفلسطينيين- وهي الأولي من أصل1027 فلسطينيا سيفرج عنهم علي دفعات- شقت طريقها وصولا إلي مصر باعتبارها الوسيط الرئيسي في اتمام الصفقة, ومن هناك توجهت إلي الضفة الغربية حيث كان افراد عائلة شاليط في انتظاره وهم في سعادة غامرة. وأبرزت نيويورك تايمز استقبال السلطات المصرية لجلعاد لدي وصوله وتقديمها الفحص الطبي اللازم له وإعلانها أنه بصحة جيدة ما يدل علي الدور المصري الفعال والرغبة المصرية العميقة في اتمام الصفقة ونجاحها..مشيرة إلي أن شاليط ارتدي زيه العسكري قبل نقله بالمروحية إلي قاعدة إسرائيلية التقي فيها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, قبيل عودته إلي عائلته. ونقلت الصحيفة مقتطفات من تصريحات أدلي بها شاليط للتليفزيون المصري قبيل توجهه الي إسرائيل قال فيها- ردا علي سؤال حول ما اذا كان قد راوده الخوف من احتمال عدم الخروج من السجن مدي الحياة- إنه كان قلقا من البقاء لسنوات رغم معرفته بأن المحادثات بشأن إطلاق سراحه تجري..مشيرا إلي أنه تم إخباره بانه سيطلق سراحه منذ أسبوع. الأهرام المسائي يرصد تنفيذ الصفقة لحظة بلحظة رفح: أحمد سليم تحيا مصر العروبة.. بهذه الهتافات عبر الأسري الفلسطينيون من ميناء رفح البري إلي قطاع غزة قادمين من ميناء كرم أبوسالم البري والذي يبعد عنه عدة كيلو مترات أمس حيث كان في استقبالهم عدد كبير من كافة الأجهزة الأمنية المصرية بالإضافة إلي مسئولين فلسطينيين فيما تم تسليم جلعاد شليط إلي سلطات الاحتلال الإسرائيلية وفق جدول زمني محدد حددته أجهزة الأمن المصرية. ووسط حشد إعلامي كبير وإجراءات أمنية مشددة أمام بوابة ميناء رفح البري من الجانب المصري, قامت أجهزة الأمن المصرية باخلاء الميناء من كل العاملين المدنيين لبدء عملية التبادل وكانت السلطات الفلسطينية قد قامت بتسليم شاليط إلي السلطات المصرية في الساعة السابعة صباحا في الوقت الذي تسربت فيه بعض البطاقات المدون عليها اسم جلعاد شاليط تفيد تسليمه في الساعة العاشرة صباحا, وذلك بغرض تأمين عملية التسليم. وأضاف مصدر أمني مصري رفيع المستوي أنه وفق جدول زمني تم الاتفاق عليه من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني وهو الساعة العاشرة وخمسة وخمسون دقيقة أطلقت اشارة البدء في تبادل الأسري بالتزامن بين الطرفين حيث تحركت سيارة من ميناء رفح البري مؤمنة تماما ترافقها سيارة من الصليب الأحمر تقل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في الوقت نفسه تحركت5 حافلات تقل الأسري الفلسطينيين الذين سيعبرون إلي قطاع غزة وعددهم344 فلسطينيا من اجمالي عددهم كدفعة أولي477 حيث عبر إلي الضفة الغربيةالمحتلة133 فلسطينيا وأشار المصدر إلي أن عدد من تم ادخالهم إلي قطاع غزة عن طريق ميناء رفح البري304 فلسطينيين وان40 منهم سيتم ترحيلهم إلي بعض الدول العربية عن طريق ميناء القاهرة الجوي. وفي سياق متصل تجمع العشرات من أسر الأسري الفلسطينيين المفرج عنهم من إسرائيل والذين سيتم ترحيلهم إلي بعض الدول العربية عن طريق مطار القاهرة الجوي, هذه الأسر والتي لم تشاهد ابناءها منذ عشرات السنين لا تطمع إلا في ضم ابنائها إلي صدورها قبل ترحيلهم. الأهرام المسائي التقت عددا منهم, في البداية تقول الحاجة فهيمة كيلاني وهي تترقب وصول الحافلة التي تقل نجلها المفرج عنه زيد عرفان: لم أشاهد ابني منذ11 عاما فقد تم اعتقاله من قبل إسرائيل بعد مضي14 يوما علي زواجه وانه منذ أن تم اعتقاله لم تشاهده علي الاطلاق وأقصي أمانيها أن تعانقه وتضمنه إلي صدرها قبل ترحيله لاحدي الدول العربية, وأضافت: التهمة الموجهة إلي ابني هي التخطيط للقيام بعملية استشهادية داخل إسرائيل ولا تقل مشاعر الحاجة سهيلة فياض عن مشاعر الحاجة فهيمة إلا في عدد ابنائها المعتقلين وهم اثنان: علاء وأيمن وتقول: تم اعتقالهما منذ4 سنوات ولم أشاهدهما لحظة واحدة وكل آمالي أن أقبلهما قبل ترحيلهما, وأضافت أن ابنيها كانا يخططان للقيام بعملية استشهادية داخل إسرائيل وتم اعتقالهم ولم تراع إسرائيل الظروف الإنسانية في ان تترك لنا واحدا منهما بل اعتقلتهما الاثنين, وأضافت: أنا في انتظار خروج الأتوبيس الذي يقلهما لمشاهدتهما والاطمئنان عليهما.