"خوشيار هانم" أو "الوالدة باشا".. والدة الخديوي إسماعيل في مسلسل "سرايا عابدين"، تلك المرأة المتسلطة، التي تظهر دائمًا تحيك المؤامرات، وصاحبة النفوذ الأقوى، كما صورها المسلسل وأحداثه، لكن يظل السؤال من هى هذه المرأة فى التاريخ المصرى، وما الدور الذى لعبته، هذا ما ستحاول أن تظهره السطور التالية. اسمها هوشيار قادين تركية الأصل، أخت السلطانة برتونيال، زوجة السلطان العثمانى محمود الثانى، ووالدة السلطان عبد العزيز الأول، تزوجت من إبراهيم ابن محمد على باشا الكبير، وكادت أن تحكم مع زوجها بعد أن حقق معارك ظافرة في بلاد العرب والشام وداخل الأراضي التركية، وأصبح وريثًا لعرش والده ولكن الموت اختطف إبراهيم. وجاءتها الفرصة عندما تولى ابنها من إبراهيم حكم مصر، ونال لقب الخديوي وأصبح "إسماعيل" حاكم المحروسة، ومنحها لقب “الوالدة باشا” أو الملكة الأم فطمحت لأن تمنح نفسها شرفًا آخر يربط اسمها بأسرة محمد علي واختارت أن تشيد مشروعًا معماريًا.
في عام 1869م أعطت الوالدة باشا أوامرها لوكيل ديوان الأوقاف والمهندس المعماري النابغة "حسن باشا فهمي" بالبدء في تخطيط البناء على قطعة من الأرض تواجه مدرسة السلطان حسن، بعدما هدمت قبة قديمة للشيخ علي أبي شباك، حفيد المتصوف الشهير "الرفاعى"، واشترت مساحات أخرى حولها قاربت في مجموعها على مساحة مدرسة السلطان حسن.
وضع المعماري حسن فهمي تصميمًا معماريًا نال رضاء الوالدة باشا، حيث احتوى مسجدًا ومدفنًا ملكيًا وقبتين، إحداهما للشيخ علي أبي شباك، والثانية للشيخ الأنصاري الذي، يقال إنه كان مدفونًا بنفس البقعة.
وبعد 10 سنوات من العمل في تشييد أساسات المسجد وملحقاته رأت هوشيار أن البناء لا يحقق حال إتمامه الفخامة التي تراها في مدرسة السلطان حسن، فتوقف العمل في عام 1880م لإدخال تعديلات على التصميم، وتوفيت الوالدة باشا في عام 1885م قبل أن تتم أعمال البناء ودفنت حسب وصيتها في مقصورة بداخل الروضة الملكية التي كانت قيد الإنشاء.
وما لبث الخديوي أن عزل عن العرش وتوفي بعد فترة ليدفن إلى جوار جثمان الوالدة باشا والمبنى لم يكتمل بعد، وظل البناء متوقفًا قرابة ربع قرن من الزمان إلى أن تولى عرش مصر الخديوي عباس حلمي الثاني فقرر في عام 1911م. إتمام البناء وعهد بذلك إلى الألماني "هرتس باشا" مدير الآثار المصرية الذي استعان باثنين من المهندسين الإيطاليين لإتمام بنائه، ويوجد بداخل المسجد قبر الملك فاروق الأول، والخديوي إسماعيل ووالدته وقبر شاه إيران رضا بهلوي و محمد رضا بهلوي