شددت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الأمريكي "برناديت ميهان" على ضرورة رفع الحصار المفروض على مخيم اليرموك للاجئين بالعاصمة السورية دمشق، مع السماح للمدنيين المقيمين به بمغادرته بشكل آمن، مطالبة النظام السوري بوقف القصف للمخيم لحين مغادرة اللاجئين له. وحول الوضع الحالي للاجئين في المخيم كان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قد قال في تصريحات له أول أمس الخميس: "لقد اقترب المخيم من أن يكون أقرب إلى مخيم الموت، حيث يتحول فيه سكان اليرموك، بما في ذلك 3500 طفل، إلى دروع بشرية، ويواجهون سيفا ذي حدين - عناصر مسلحة داخل المخيم، والقوات الحكومية خارجه". وأضاف: "أضم صوتي إلى صوت مجلس الأمن في المطالبة بوضع حد للأعمال العدائية، وايصال المساعدة الإنسانية، وإقامة ممر آمن للمدنيين الذين يرغبون في الهروب بأمان". ورحبت المسؤولة الأمريكية، في بيان لها، أمس الجمعة، بالتصريحات التي أدلى بها "مون"، وأعلنت ضم صوتها إلى صوته لا سيما بخصوص الوقف الفوي للاشتباكات بالمخيم، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإنشاء ممر آمن لخروج المدنيين، بحسب قولها. وذكرت أن النظام السوري يحاصر المخيم منذ عامين "حيث يمنع وصول المأكل والمشرب والمستشلزمات الطبية"، مضيفة "والآن اللاجئون السوريون وقعوا بين سندان النظام السوري ومطرقة تنظيم (داعش)". وأشادت "ميهان" بجهود الأممالمتحدة بخصوص اليرموك، لافتة إلى أن 440 ألف شخص في عموم سوريا يقعون تحت حصار قوات النظام وتنظيم "داعش" وغيرهما من الجماعات المسلحة الأخرى، على حد تعبيرها. وأفادت أن "كل هذه الأوضاع توضح لنا أنه باتت هناك حاجة ماسة لحل سياسي عاجل للأزمة السورية، وتشدد على ضرورة تحميل المسؤولية كاملة لكل من قاموا بارتكاب ظلم بحق المدنيين ومحاصرتهم". ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها ب"الأزمة"، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، وخلفت أكثر من 220 ألف قتيل و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.