د/علاء الأسوانى .. ظننت أن آخرا غيرك كتب هذا المقال –الجزء الأول منه-فأنا أرى أنه لاالمنطق ولا العدل يقبلان طرحك مسلم أم قبطى أم إنسان؟! وتركيزك على المسلم فقط دون غيره من المؤمنين بدين أو المنتسبين لأى عقيدة. الإنسان هى كلمة عربية إسلامية قرآنية بجدارة ومعناها الذى ترمى إليه والذى يتشدق به الغرب ليلا ونهارا من حق فى الوجود وحرية فى العبادة .أما الآخر فلايعرفها إلا لتوضيح المخالفة بين "ذات الله "عز وجل وبين "إبن الإنسان" -عيسى عليه السلام- وهو معنى قاصر على توضيح خلاف عقائدى.أما الآخر الغربى فالمعنى عنده-كوميدى أى والله كوميدى- (human being) ومعناها أنقله لك علك تفهم شيئا غير الذى فهمت A person: Animals may behave like that, but human beings shouldn't. وفى قاموس آخر قد تجدها بمعنى الإنسان الذى ليس هو حيوان-لأ بجد-تنورت المحكمة. يعنى سيد اللى مش هو محمد هو عبد اللطيف. قلت: هؤلاء الأقباط خبثاء ومتعصبون ..أنا لاأحبهم. وماعلاقة الحب بماتقدمه من طرح وماعلاقة إيمانى بعقيدة بحبى للآخر.أنا شخصيا لاأحبك رغم أنك مسلم –ليس على سبيل الفرض بل على سبيل الواقع- ومع هذا لايمنعنى عدم حبى لك من احترامك.وقس على هذا مواطنينا الأقباط لاداعى لحبهم كى نتعايش معهم يكفى إعتراف ديننا واعترافنا بوجودهم الإنسانى والعقائدى .السؤال الأولى بالطرح هل يحبنا الأقباط ؟ هل يتبعون دينهم لاديننا فى محبتهم لنا؟ -"لقد إحترمت مصر دائما الأديان جميعا وكانت دائما مكانا آمنا متسعا للجميع....".هذه كلماتك.إذا كانت مصر تحترم كل الأديان كما تقول فقل لى لماذا خرج اليهود من مصر على يد موسى عليه السلام بل لماذا فشل إخناتون-وهو الفرعون العظيم- فى إقرارعبادة التوحيد ولماذا حاربه كهنة آمون إلى الرمق الأخير؟.السؤال الأخير لماذا هرب بنيامين كاهن القبط إلى الصحراء فرارا بدينه من بطش –المقوقس أو قيرس- كما يسميه المؤرخ الإنجليزى ألفرد باتلر فى "فتح العرب لمصر" .لماذا أعمل الرومان القتل فى القبط إضطهادا لهم رغم أنهم على عقيدة واحدة . مصر لم تعرف التسامح الدينى فى تاريخها إلا على يد الإسلام وهو أمر عٌمرى "على أن يؤَمنوا على صلبانهم وكنائسهم.." "وستجد أقواما قد فرغوا أنفسهم فى صوامعهم فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.." منذ دخول الإسلام مصر وهى مصدرة للفقه ولم تكن أبدا تابعة لأحد لالسبب إلا أنها مصر.فموضوع الوهابية فى مصر ليست إلا فزاعة للتخويف .ومشكلات الأقباط دائما مع الدولة ورخامة الدولة وبطء الدولة وتعنتها الذى قد أصاب المسلم كما أصاب القبطى.وليس معنى هذا أنه لامشاكل بين المسلمين والأقباط بالطبع يوجد ولكنى أعزو هذه المشاكل لجفاء طبع وعنف قد سيطر على المجتمع فى كل نواحيه راجع حوادث السيارات فى مصر- 12000 قتيل سنويا أكثر من شهداء حرب أكتوبر- لتعلم كيف يتصرف الناس بعنف فى كل نواحى الحياة .وإن شئت راجع أحداث ماسبيرو الأخيرة لتعلم كيف يكون رد فعل القبطى –مخالفا طبيعة دينه وهى الرحمة- فى الجانبين .إضافة إلى إهمال فى الإدارة يراه الأعمى وتخلف حتى آخر العمر انعكس حتى وصل إلى مستوى معيشى إقتصادى وثقافى متدن فلا يرى البعض إلا اليد لحل المشكلة أيا ما كان حجمها والنهاية معروفة تصرفات هوجاء يختلط فيها الحابل بالنابل والفاعل مجهول فى أغلب الأمر ووبعدين أغانى وطنية لتأكيد الوحدة الوطنية. قدرتٌ أنك ماقلتَ هذا الكلام إلا غيرة على بلادك ولكن الغيرة على الحق أولى والدين لكل إنسان هو أغلى مايملك قبل الوطن وقبل الإنسانية. ولكم الشكر على سعة الصدر.