جمعنى لقاء وحيد بالأستاذ محمد حسنين هيكل عام 2005 فى مكتبه على نيل الجيزة كنت وقتها رئيسا لتحرير جريدة الغد، كنت منبهرا من قدرة الأستاذ على الشرح والتحليل والتوصيف للمشاكل التى تمر بها مصر وعندما قاطعته لاسأل وما هو الحل يا استاذنا من وجهه نظرك ؟ فوجئت ان الأستاذ يقول ليس عندى حل مطروح ولكى يكون لدى حل للمشاكل لابد ان تكون هناك معطيات ومعلومات لابد من ان افهمها عن قدرة الدولة وملائتها المالية واستعدادها وهى امور ليست معلومة ، وقدرت وقتها ان الأستاذ بالفعل ليس لديه هذه المعطيات التى تجعله يقدم روشتة لحل الازمات التى كانت تعصف بمصر . اليوم نحن بنفس الحال تقريبا وكل الكتاب والصحفيين والسياسيين يمارسون دور الأستاذ هيكل مع الفارق الكبير لصالح الأستاذ الأحرف والأمهر ، وبفارق هام ان الكل يعلم الآن ما كان مخفيا ويعرف أن البلد على شفا حفرة وأن الحكومة تصرف أموال التأمينات لتغطية العجز وايجاد مصدر لزيادة رواتب المعلمين والمهندسن والكناسين وكل من يطالب بالزيادة على اعتبار اننا اكتشفنا كنزا أو آبار بترول أو غاز بعد انتهاء عصر مبارك . وأعتبر نفسي أحد الذين حاولوا تقمص دور هيكل وتفرغت للشرح والتحليل والتوصيف ونسيت أو عجزت عن أن أقدم حلولاً ،مع أن ما كان مغلقا وغير مفهوما وقتها أصبح الآن معروفا للجميع ، وسألت نفسي اذا كان الجميع قد اكتفى بالشرح والوصف والتعليق ومهاجمة الحكومة والمجلس العسكرى؟ فمن الذى سيحل ومن لديه القدرة ؟ و اذا سلمنا بفشل حكومة شرف ، وقلة الخبرة السياسية للمجلس العسكرى وتفرغ الكتاب والصحافيين والسياسيين والمفكرين لاستجداء تصفيق الجمهور من خلال مقال هنا او تصريح هناك، اوبرنامج توك شو فى الناحية الاخرى أو( رشة) فيس بوك على (حبة) تويتر، وجميعها نمارس فيها النقد والسخرية والتهكم بل والتطاول احيانا لكى نبدو أبطالا وشجعانا فى عيون القراء أو المشاهدين ، وتركنا اهم دورلنا وهو تقديم الحلول أو المعاونة فى تقديم الحلول للخروج بمصر من أزمتها قبل ان تتفتت الى ثلاث دول ونقف جميعا نبكى على اطلالها . لذلك اطالب جميع الكتاب والسياسيين والمفكرين بان يكون همهم الاول هو تقديم الحلول وليس النقد ، مطلوب حل عاجل للامن الغائب فى مصر، ومطلوب حل عاجل للاقتصاد المتدهو،ر ومطلوب حل عاجل للوصول الى اليات سريعة لنقل السلطة الى مدنين واجراء انتخابات نزيهة . ولكى أكون عمليا فإننى أطرح فكرتى لحل مشكلة الأمن الغائب فى مصر والذى يؤثر على مواردنا السياحية والاستثمارية ، وبالطبع من أهم الإجراءات التى تساهم فى الحل تغيير وزير الداخلية بشخص قوى ومسيطر مهمته تطبيق القانون بلا هوادة ولا رحمة( واقول القانون الطبيعى وليس الطوارئ) على الجميع فى ظل هذه الظروف التى نمر بها . واقتراحى هو تشكيل شرطة جديدة تسمى بشرطة ( الانتشار السريع ) من خريجى كليات الحقوق والتجارة والتربية الرياضية هذه الشرطة يتم تجنيدها من خلال القوات المسلحة وبالتالى لن تشكل رواتبهم عبئاً على ميزانية الدولة لأنهم سيأخذون رواتب المجندين، وفى نفس الوقت يؤدون خدمتهم العسكرية ويحصل هؤلاء المجندون على تدريب مكثف لمدة شهر، ثم ندفع بهم ومن خلال زى مختلف عن زى الشرطة وفى سيارات خاصة إلى الشارع المصرى وتكون مهمتهم التواجد فى المناطق الشعبية ومواقف السيارات ونهايات خطوط الأتوبيسات والتجوال على طول الطرق السريعة والمحاور لتأمين الطرق من البلطجية واللصوص وقطاع الطرق . ويمكن الحصول على السيارات من خلال شركات السيارات الموجودة فى مصر واغلبها سيرحب لأنه نوع من الدعاية والاعلان لشركته وجزء من المسئولية الاجتماعية لهذه الشركات والتى تحصل على الاعفاء من شريحة معينة من الضرائب بسبب مساهماتها الخيرية فى نهضة المكان المتواجدة به، أو أن نعفى سيارات شرطة الانتشار السريع من الجمارك والضرائب لضمان الحصول عليها بسعر رخيص . وأعتقد أنه وفى خلال شهر واحد سوف يعود الأمان للشارع المصرى بعد أن نرى هذه الدوريات تنطلق فى ربوع مصر توفر الأمن والأمان فيها ، واعتقد أنه حل غير مكلف لميزانية الدولة وهو حل أطرحه للنقاش معكم ومع المجلس العسكرى والحكومة لبيان امكانية تطبيقه من عدمه ؟ هذا أحد اجتهاداتى وانا أقل واحد فى الكتاب والصحفيين وهناك آلاف أفضل منى وبالتالى لديهم حلول أفضل وكل المطلوب ان تخرج هذه الحلول للنور ونناقشها ولو صلحت نطبقها ولا نتحول الى مرشحى رئاسة عندما تسأله وكيف ستحل هذه المشكله أو تلك ؟ يقول عندما اصبح رئيسا سأشرح لكم ،والخوف أن تضيع مصر قبل أن يصبح هذا أو ذاك رئيسا لها !!! [email protected]