«لست شيخًا أو داعية، أعوذ بالله أنا لست هذا ولا ذاك، أنا مفكر وباحث، والشيخ أو الفقيه أو المفتى هذه مناصب ليس بها أي إبداع حيث لا يملك أي منهم إلا ما قاله وما نطق به (صاحب المذهب) دون إنتاج أو إضافة جديدة، والداعية هو الذي يجلس يحكى للناس حواديت وهذا لا أفعله»، هكذا قال البحيري، إلى جانب مهاجمته الأئمة الأربعة في برنامجه مع إسلام بحيري. برنامج «بحيري»، أثار جدلاً واسعًا حول ما يقدمه من مغلوطات عن القرآن الكريم، وعن أئمة المذاهب الأربعة، وفى آخر حلقات شهر مارس تطرق إلى التشكيك في الآيات القرآنية، على حد زعمه، ذاكرًا أن الأمر متعلق بتحريف الآيات القرآنية، وطالب المصريين بالخروج عن ملة الإسلام لأنه دين ابن تيمية والأئمة الأربعة. فتاوى «مع بحيري» تشعل نار الجدل هذا من أسباب الهجوم عليه، والفتاوى أيضًا مثل أن آيات القرآن لا تناسب العصر الحالي، قائلاً: «كل آيات الجهاد في القرآن زمانية مكانية، تخص ظروفها الاجتماعية، نزلت في لحظة معينة، ولها شروطها، ولا تنطبق على كل الأزمان». وأشار إلى أن القرآن يحتاج إلى 6 طرق جديدة في التعامل معه، أولها أنه ليس هناك مرادفات في القرآن، فمعنى الرسول غير معنى النبي، ثانيًا السياق التاريخي لبعض الآيات، أي المبدأ العام، بمعنى أن بعض الآيات نزلت في مواقف معينة، ولا يجوز إطلاقها إلى الأبد، مثل آيات الجهاد مثلاً، وكذلك السياق الاجتماعي، والسياق الدلالي. فيما قال في فتوى أخرى، إن الفردوس الأعلى ليست للمسلمين فقط، قائلاً: «الفردوس ليست حكرًا على المسلمين، وغير المسلم هيخش الجنة، ومش معقول بقية الستة مليار هيكونوا وقود النار»، قاصدًا «باقي سكان الكرة الأرضية من غير المسلمين». وفتح بحيرى الباب على مصراعيه في الحلقات الماضية تحت عنوان «فضائح الكبرى في حرب الردة»، كانت أولى الفتاوى فيها «حرب أبو بكر على المرتدين ليست من الدين». وقال إن الحرب لم توصف في عهد أبى بكر بحرب الردة، موضحًا أن مَن أرادوا أن يتخذوها ذريعة للقتل هم من أسموها بهذا الاسم، مشيرًا إلى أن هذا الحد لا يتوافق مع قوله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة)، موضحًا أن الردة تختص بالجيل الأول الذى دخل الإسلام من دين آخر –على حد قوله-. فيما دعا أيضًا، إلى حرق كل الكتب الإسلامية مثل البخارى ومسلم، والشافعي، قائلاً: «أزعم يقينًا أن هذا ليس الإسلام الحقيقي»، مشيرًا إلى أنه «سينقد البخاري ومسلم والشافعي حديثًا حديثًا»، قائلاً: «أنا أتكلم عن الكتب الدينية التي رسخت لمفاهيم العنف والقتل وقهر المرأة ومفاهيم قديمة معقدة وما أطالبه تصحيح المفاهيم وإظهار كتب دينية جديدة». الأزهر يقيم الحد على صاحب الفكر «التنويري» رغم أن «بحيري» يرى نفسه مفكرًا وباحثًا، لأنه من وجهة نظره، يحول النصوص إلى نصوص عصرية ويفهمها كل خلق الله بأبسط الطرق التنويرية بعيدًا عن أخطاء البخارى وصحيح مسلم، إلا أن الأزهر تقدم، بشكوى إلى المنطقة الحرة الإعلامية بالهيئة العامة للاستثمار ضد برنامج «مع إسلام» لما يمثله من خطورة في تعمده تشكيك الناس فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، إضافة إلى تعمقه في مناقضة السلم المجتمعي، ومُناهضة الأمن الفكري والإنساني. وقال بيان الأزهر، إن البرنامج يمثل تحريضًا ظاهرًا على إثارة الفتنة وتشويهًا للدين ومساسًا بثوابت الأمة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل، مضيفًا أن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الإعلامية الحرة ناقشت الشكوى المقدمة من الأزهر وبصدد اتخاذ إجراءات بإنذار القناة بوقف البرنامج، منوهًا بأن الأزهر الشريف هو المرجع الوحيد في الشؤون الإسلامية وفقًا للدستور. الأوقاف تكشف ما وراء المغلوطات وحان وقت المواجهة من جانبه، قال الدكتور جمال عبدالناصر، وكيل وزارة الأوقاف، إن كل ما يقال بشأن ما يتداوله بعض الإعلاميين أن الدين به مغلوطات، ويهاجمون الأئمة وما إلى ذلك، هو أمر متعمد وموجه عن قصد ليس بشكل عفوي، ويهدف إلى زعزعة قيم المجتمع الراسخة الثابتة. وأوضح «عبدالناصر»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن كل هذه الأمور مطابقة للإلحاد، فكل تلك الاعتقادات والمحاولات تطفو على سطح المجتمع في الفترات الانتقالية، على هيئة أشياء وأشخاص، مشيرًا إلى أن تلك القضايا كان يتناولها المستشرقون والأعداء، الذين استخدمهم الاستعمار للنيل من الإسلام وإضعاف شعوبه بتوصيل أفكار مغلوطة عنه. وأشار إلى أن الطامة الكبرى تكمن في أن الذين يتبنون تلك القضايا في هذه الأيام، هم منا ويتكلمون مثلنا ويلبسون مثلنا، موضحًا أنها كارثة في حد ذاتها، قائلاً: «الناس بتشوفهم مننا وعلينا». وأكد «وكيل وزارة الأوقاف» أن مَن يتحدثون بلسان المعرفة عن الدين ويحاولون إظهار مغلوطات، ونجحوا في استثمار الوقت والطاقات التي تستطيع تبنى تلك الأمور، مشيرًا إلى أنهم يحاولون إفساد عقول الشباب، تمامًا كالفترة الشيوعية فترة ما قبل 1970، مؤكدًا أن الأمر الآن أصعب لأن هناك أدوات تواصل أسرع وأقوى. وأفاد أن العامل الخامس في هذا الأمر هو أنه يجب على الجهات الرسمية أن تعمل هي بذاتها على مراجعة التراث، مشيرًا إلى أنه بالفعل هناك أجزاء في التراث منها نوع مقدس لا تغيير فيه ونوع آخر غير مقدس يمكن التغيير فيه، ويجب أن تقوم الجهات بتحرير كل الطرق التي تمنع انتشار تلك الأفكار. وأوضح أن رابطة الجامعات الإسلامية ستعقد مؤتمرًا لهيئة التدريس حتى تفند الشويهات المطروحة وتؤكد عدم صحتها. وعن الإعلاميين الذين يحاولون إيصال تلك المغلوطات، قال «عبدالناصر» إن هدفهم جذب المشاهدين إليه وتحقيق نسبة مشاهدة عالية، وجني الأرباح، مشيرًا إلى أن تلك القنوات تجارية وليس لها مبادئ ثابتة ولا قيم تؤمن بها، لذا تعرض ما يجنى أرباح ومشاهدات. وأكد أن محاربة كل هذا يأتي بإنشاء سبل مواجهة علمية، قائلاً: «نفسنا في جهود معلنة»، مشيرًا إلى أنه يجب بث قناة للأزهر والأوقاف لمحاربة هذه الأقاويل، لكن تأخرهم بسبب تخوفهم من عدم القدرة التقنية، لأنها مسؤولية جسيمة حتى تظهر بأرقى مستوى.