قالت جماعة "علماء العراق"، اليوم الجمعة، إن النصر الحقيقي للبلاد هو في العيش المشترك بين جميع مكوناته وليس فقط في تحرير الأرض، وذلك عقب استعادة القوات العراقية مدينة تكريت، شمالي البلاد، من "داعش". وفي بيان أصدرته، اليوم الجمعة، وتلقت "الأناضول" نسخة منه، قالت "علماء العراق" وهي جماعة تضم علماء دين سنّة، إنه "في الوقت الذي يقف فيه أبناء الشعب العراقي متكاتفين متلاحمين ضد هجمة الإرهاب الشرسة التي تحاول النيل من وحدتهم وامتدادهم الحضاري، يزف إلينا أبطال قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر بشرى الانتصار الكبير في تحرير مدينة تكريت العزيزة من براثن الإرهاب الداعشي". وأضافت الجماعة أن "النصر الحقيقي والفوز الكبير يوم يعم الأمن ويعيش الشعب بكل مكوناته السنة والشيعة والعرب والكرد والمسلمين والمسيحيين والصابئة وغيرهم إخوانا تحت مظلة عراق واحد تجمعهم المحبة والإنسانية وقبول الآخر وطرد شبح الاقتتال بيهم والتوجه إلى بناء البلاد والتمتع بثرواتها". ويأتي موقف الجماعة في وقت تتوارد فيه تقارير عن وقوع حوادث انتقامية تمثلت في عمليات سلب ونهب تتهم بارتكابها فصائل من الميليشيات الشيعية التي شاركت إلى جانب القوات العراقية في معركة تحرير تكريت ذات الغالبية السنية. وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي (قوات شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة) على مدينة تكريت، الثلاثاء الماضي، بعد معارك عنيفة خاضتها مع تنظيم "داعش" خلال الشهر الماضي. وأعربت الجماعة عن أملها في أن يلي تحرير تكريت تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) التي يعلن المسئولون العراقيون عن قرب بدء معركة تحريرها لطرد مقاتلي تنظيم "داعش" منها. وقال أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي (سني)، في بيان أصدره في وقت سابق اليوم، إن ما يصل من أخبار ومعلومات حول قيام جماعات مسلحة بالسرقة والحرق وعمليات سلب ممتلكات المواطنين في تكريت، هي "رسالة سلبية سوداء تُجهض المعنى الحقيقي للانتصار لأنها تنتقم من المواطنين أصحاب المصلحة في النصر". ونفى الحشد الشعبي، أمس الخميس، قيام عناصره بعمليات ممنهجة لسرقة المنازل وحرقها في مدينة تكريت، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في بغداد. وافتى علي السسيساني، المرجع الديني البارز للشيعة في محافظة النجف جنوبالعراق، في 4 كانون الثاني/يناير الماضي بحرمة سلب ونهب ممتلكات المواطنين في المناطق المحررة من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي. وعلماء العراق، هي جماعة تضم علماء دين سنة، تأسست في عام 2007 إثر تصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق بين السنة والشيعة، ومواقفها مؤيدة للحكومة الحالية التي يقودها الشيعة. ويرأس الجماعة الشيخ خالد عبد الوهاب الملا، الذي يتزعم التيار الديني السني في مدينة البصرةجنوبالعراق ذات الأكثرية الشيعية. ويُعرف الملا بأنه أحد المقربين من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي يتهمه السنة بتطبيق سياسات طائفية بحقهم على مدى ثماني سنوات من شغله المنصب. وكان الملا أيضا مستشارا لنائب رئيس الجمهورية السابق خضير الخزاعي الذي ينتمي لحزب المالكي (حزب الدعوة الإسلامية). وتدعو الجماعة إلى تبني خطاب معتدل يسهم في ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية لكنها لا تحظى بالتأييد بين السنة نظرا لقربها من القادة الشيعة.