اعتبرت جماعة "علماء العراق"، السنية التي تدعم الحكومة العراقية الحالية التي يقودها الشيعة، اليوم الخميس، أن ما جاء في بيان الأزهر في مصر بشأن ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية، هو أمر "بعيد عن الحقيقة وغير مستند إلى الواقع"، مشيرة إلى أن الحشد يضم مقاتلين من "السنة والشيعة". وقالت الجماعة في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، اليوم إن "ما جاء في بيان الأزهر الشريف حول الحشد الشعبي هو بعيد عن الحقيقة وغير مستند إلى الواقع وليس له صلة بما يجري في المناطق التي تحررها القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر". واتهم الأزهر أمس الأربعاء، في بيان، الحشد الشعبي (ميليشيا شيعية موالية للحكومة) ب"عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة، وحرق مساجدهم، وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم داعش" في محافظتي صلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب). وشددت الجماعة في بيانها على أنه "في الوقت الذي تدرك فيه أهمية الأزهر ودوره المهم في نشر ثقافة التسامح والحوار والسلام في الأمة العربية والإسلامية، إلا أنها تتحفظ على ما جاء في البيان من اتهامات تمس أبناء العراق ممن قدموا أرواحهم من أجل العراق." وأكدت على أن "الأزهر ربما لا يعلم أن الحشد الشعبي ليس تشكيلا طائفيا كما يُروج له، بل إنه يتألف من شيعة وسنة يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل غايات سامية وطنية تتمثل في تحرير المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية من تنظيم داعش الإرهابي". وأدانت الجماعة "المصادر والجهات المغرضة التي اعتمد عليها الأزهر في إصدار بيانه هذا"، مشيرة إلى أن "تلك المصادر تحاول التغطية على هزائم وإجرام داعش والإرهابيين وتضلل الرأي العام وهي نفسها التي صمتت ولم تنتقد سلوكيات هذا التنظيم وما قام به في العراق من تفخيخ للشوارع والبيوت والمساجد منذ سنوات عديدة". وبيّنت الجماعة حرصها وتأكيدها على "ضرورة إبعاد المدنيين عن الحرب والحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم حتى لو حاول داعش اتخاذهم دروع بشرية من اجل أغراضه الخبيثة". وتواجه الميليشيات الشيعية وعلى رأسها "الحشد الشعبي"، اتهامات من القوى السياسية السنُية بارتكاب جرائم قتل وخطف وإحراق مساجد وغيرها في المناطق التي تدخلها بعد طرد مقاتلي "داعش" منها، إلا أن تلك الميليشيات تنفي التهم المنسوبة إليها مشيرة إلى أن هناك جهات تسعى الى تشويه سمعتها. فيما دعا المرجع الشيعي الأعلى بالعراق، علي السيستاني، عناصر القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى مراعاة حقوق الإنسان وعدم التعدي على الأبرياء. وعلماء العراق، هي جماعة تضم علماء دين سنة، تأسست في عام 2007 إثر تصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق بين السنة والشيعة، ومواقفها مؤيدة للحكومة الحالية التي تقودها الشيعة. ويرأس الجماعة الشيخ خالد عبد الوهاب الملا، الذي يتزعم التيار الديني السني في مدينة البصرةجنوبالعراق ذات الأكثرية الشيعية. ويُعرف الملا بأنه أحد المقربين من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي يتهمه السنة بتطبيق سياسات طائفية بحقهم على مدى ثماني سنوات من شغله المنصب. وكان الملا أيضا مستشارا لنائب رئيس الجمهورية السابق خضير الخزاعي الذي ينتمي لحزب المالكي (حزب الدعوة الإسلامية). وتدعو الجماعة إلى تبنى خطاب معتدل يسهم في ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية لكنها لاتحظى بالتأييد بين السنة نظرا لقربها من القادة الشيعة. ويقول مراقبون إن المالكي كان وراء تأسيس جماعة علماء المسلمين لتكون مرجعية دينية للسنة في العراق وسحب البساط من تحت قدم هيئة علماء المسلمين برئاسة الشيخ حارث الضاري الذي توفي اليوم.