بحلول نهاية الثلاثاء (31 مارس 2015) تنقضي المهلةُ المحددة للتوصل إلى اتفاقٍ إطاريٍّ يستهدف الحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. ولكن سواء تم التوصل إلى اتفاقٍ أم لم يتم التوصل، فقد تسببت المفاوضات الأمريكية-الإيرانية في اتساع هوة الاختلاف بين السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بل وساهمت أيضًا في تزايد الرغبة في مزيدٍ من الاستقلال الذاتي بين الدول العربية عن الولاياتالمتحدة. هكذا استهل الكاتب الأمريكي «ديفيد كيرك باتريك» مقاله في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بعنوان "في الوقت الذي تسعي فيه أمريكاوإيران لإبرام اتفاق، تتخذ السعودية خطواتها الخاصة". وقال باتريك: "إن قيادةَ المملكة العربية السعودية للتحالف العسكري العربي تحت اسم "عاصفة الحزم" ضد مواقع تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، جنبًا إلى جنب مع دعمها قوات المعارضة التي تقاتل جيش بشار الأسد النظامي في سوريا، المدعوم أيضًا من إيران - تؤكد أن الرياض أخذت على عاتقها مسؤولية الإطاحة بالمساعي الإيرانية الرامية للتوسع في المنطقة". وأشار الكاتب، إلى أن إيران "زرعت عددًا من العملاء لها بالفعل في الحكومات بالعواصم العربية الكبرى مثل دمشق وبغداد وبيروت، وبعيدًا عن صفقة النووي، فإن تزايد النفوذ الإيراني بالمنطقة قد يثير تدخلات عسكرية مباشرة جديدة مثلما نشاهد في اليمن حاليًّا". وتابع بالقول: "وفقًا لدبلوماسيين عرب، فإن الرياض حذرت واشنطن من مغبة السماح للميليشيات المدعومة من إيران في العراق من بسط سيطرتهم على أراضٍ عراقية، بدعوى القضاء على تنظيم "داعش". وبحسب الكاتب الأمريكي فإن السعودية تدعم من خلال مصر خطط نشر قوة عسكرية عربية موحدة لمكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة، بل وقد تكثف المملكة من جهودها لتطوير قنبلة نووية، حال إبرام مجموعة (5 + 1) الاتفاق النووي مع إيران، مما ينذر باندلاع سباق تسلح نووي في المنطقة. من جانبه، لم ينفِ السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير احتمال قيام السعودية بصنع قنبلتها النووية لمواجهة إيران، في حال قامت الأخيرة بالتسلح نوويًّا، ولكنه امتنع عن الإجابة عن سؤال بهذا الشأن، واكتفى في رده بالقول: "هذا أمر لا نرغب بمناقشته علنًا". ونقل باتريك عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قوله: "إن إبرام صفقة بين الغرب وإيران، ستفتح شهية السعوديين والأتراك للمزيد من البرامج النووية، ولكن في الوقت الراهن تمضي قدمًا في عملياتها لسحب البساط من تحت الإيرانيين في منطقتنا". ويرى عدد من المحللين والدبلوماسيين العرب، بحسب الكاتب الأمريكي، أن ملف النووي في المنطقة من شأنه أن يفاقم الصراعات الجارية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد يدفع باندلاع توتر جيوسياسي لم تشهده المنطقة بأسرها من قبل".