دعت مجموعة عمل قرطبة السورية المعارضة إلى أن يكون عيد رأس السنة الكلدانية الآشورية السريانية (الأكيتو) "عيداً وطنياً لكل السوريين، تأكيداً على التلاحم والوحدة في عيد التجدد والانبعاث". جاء ذلك في بيان، أصدرته المجموعة، اليوم الاثنين، بمناسبة عيد رأس السنة الكلدانية الآشورية السريانية (الأكيتو)، اعتبرت فيه أن هذا العيد يحلّ "على أهلنا الكلدان السريان الاشوريين في سوريا، مع دخول الثورة السورية عامها الخامس، وفي ظل إمعان النظام الظالم في حربه ضد غالبية السوريين، الذين قاموا بثورتهم من أجل الحرية والكرامة، وبناء دولة موحدة، تحترم خصوصياتهم، وتضمن حقوق جميعاً، حسب المواثيق والمعاهدات الدولية". واعتبر بيان المجموعة أن "لاحل للقضية القومية إلا في أطار الوطن الواحد، وأن محنة المكونات السورية لن تنتهي إلا بالعمل معاً من أجل بأرساء نظام ديمقراطي تعددي، ينهض على أسس العدالة والمواطنة المتساوية". وطالب البيان "كافة القوى والمنظمات الدولية العمل على إطلاح سراح كافة سجناء الرأي والمخطوفين، ومن ضمنهم كبرئيل موشي كورية، ونيافة المطرانين الجليلين، يوحنا ابراهيم، وبولص يازجي، والعمل إيضاً على تأمين عودة المختطفين لدى تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير البلدت والقرى، التي يحتلها هذا التنظيم، وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم". والأكيتو هو عيد رأس السنة لدى الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين والسريان. ويبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثنا عشر يوماً. وهو من أبرز أعيادهم القومية، ويُعتبر إرثاً عريقاً يمتد لآلاف السنين توارثه الآشوريون (السريان) من الحضارات السورية الرافدية القديمة في زمن سومر وأكاد وبابل وآشور، حيث تُلخّص طقوس وشعائر هذا العيد رؤية آشورية (أكدية بابلية) متكاملة للحياة والكون والإنسان كمحور الكون وغاية الوجود. ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين، سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. يذكر أن مجموعة قرطبة أعلنت في الأول من كانون الثاني/يناير 2015 عن تأسيس كيانها السياسي، بوصفها كياناً سياسياً سورياً معارضاً، و"جزءاً من الثورة السورية، وتتطلع إلى "تشكيل تنظيم سياسي ديمقراطي، يهدف إلى تأطير قطاعات واسعة من الشعب السوري بكافة مكوناته، من عرب وأكراد وتركمان وسريان وآثوريين وشركس وإيزيديين وأرمن باختلاف دياناتهم ومذاهبهم، كي يكون له ثقل حقيقي بين قطاعات الشعب السوري على الأرض، ويتوجه إلى تعزيز وجوده في الداخل وفي دول المهجر، بغية العمل معاً من أجل دعم ثورة الشعب وتحقيق أهدافها، وحمايتها وتصحيح مسارها، واستعادة السيادة والسلطة للشعب السوري". وكان مؤتمر قرطبة قد عقد في بتاريخ 9 – 10 كانون الثاني/يناير 2014، لقاء تشاوريّاً لقوى الحراك الثوري وقوى وتنظيمات سياسيّة وشخصيات وطنيّة سورية ومنظّمات المجتمع المدنيّ، وأصدر وثيقة، عرفت باسم “إعلان قرطبة”، أكدت على وحدة الشعب والتراب السوري، وعلى ضرورة استعادة القرار الوطني، وعلى سعي مجموعة الإعلان إلى عقد مؤتمر وطني سوري جامع، ينشأ عن تحالف وطني للقوى السياسية والحراك الثوري في سوريا.