كشفت النائبة في البرلمان العراقي آلا طالباني اليوم الأحد عن توصل قادة الأحزاب السياسية العراقية إلى اتفاق يقضي بعدم مشاركة العراق في الحملة العسكرية باليمن المعروفة ب"عاصفة الحزم" والدعوة لحل الازمة عن طريق الحوار برعاية الجامعة العربية. ويأتي الاتفاق بعد أن رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الحملة العسكرية التي تشنها دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وقالت طالباني، التي ترأس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي، إن" قادة الكتل السياسية والاحزاب فضلا عن بعض الشخصيات السياسية عقدوا اجتماعا، مساء امس السبت، في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لبحث تطورات الاحداث الامنية والسياسية في العراق وعموم المنطقة". وأضافت في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه أن "الاجتماع كان مخصصاً لتوحيد مواقف الاطراف العراقية حول الاوضاع في اليمن والتوترات التي تشهدها المنطقة". وأوضحت طالباني أن "المجتمعين اجمعو على عدم مشاركة العراق في العمليات العسكرية التي تشهدها اليمن، خصوصا وان العراق حاليا باوضاع سيئة وهو في حرب ضد الارهاب"، مبينة أن " المجتمعين اكدوا ضرورة معالجة الازمة اليمنية داخلياً بالطرق السلمية والدبلوماسية". وتابعت بالقول إن "المجتمعين اتفقوا ايضا على معالجة الازمة في اليمن عبر الطرق السلمية والسياسية برعاية الجامعة العربية وليس تشكيل تحالف عربي لتنفيذ هجمات عسكرية على اليمن". وبينت طالباني أن "الاجتماع اكد على دعم جميع الاطراف لضرب داعش ومواجهة الارهاب، وتنفيذ بنود الاتفاق السياسي الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية، وتشريع القوانين الضرورية". وقال مصدر مقرب من الاجتماع لوكالة الأناضول إن الاجتماع شارك فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ورئيس المجلس الاعلى الإسلامي عمار الحكيم، ونواب رئيس الوزراء صالح المطلك، وبهاء الأعرجي، وروز نوري شاويس، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب آرام شيخ محمد، ووزير الدولة لشؤون المحافظات ومجلس النواب أحمد الجبوري. كما حضر الاجتماع، بحسب المصدر، وزير التخطيط سلمان الجميلي نيابة عن نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي والامين العام لحزب الدعوة تنظيم العراق خضير الخزاعي، ورئيس كتلة ائتلاف الوطنية في مجلس النواب محمود المشهداني، ورئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني آلا الطالباني، والأمين العام لحزب الفضيلة الاسلامي هاشم الهاشمي، فضلاً عن رئيس حركة الحل جمال الكربولي. ولم يخرج الاجتماع ببيان مشترك دون توضيح السبب. وبحسب مراقبين، فإن القوى السنية بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج لكنها تعلم أن أي مسعى في مشاركة بلدهم في الحملة العسكرية باليمن ستواجه برفض قاطع من قبل الأكثرية الشيعية في البلاد. كما أن العراق يخوض حربا واسعة النطاق ضد تنظيم "داعش" وهو ما يجعل مشاركته في أي معارك خارج البلاد أمرا أقرب إلى المستحيل. ويبدو أن القوى السنية لا تريد إبداء موقفها الرافض من مشاركة بلادهم في الحملة العسكرية باليمن إلى العلن حرصا على علاقاتهم بدول الخليج. واكتفى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وهو قيادي سني بارز بالقول إن "المجتمعين اتفقوا على أهمية تحصين العراق من التأثر بالأزمة الخارجية الحاصلة في المنطقة (في إشارة إلى أزمة اليمن) وان تكون مصلحة العراق وأمن شعبه هي المقدمة أولا وأخيراً". وشدد في بيان تلقت الأناضول نسخة منه على "ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة الاٍرهاب ودعوة الأطراف المتصارعة في المنطقة إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم". وفي وقت سابق اليوم وافق القادة العرب في ختام قمتهم التي استضافتها مصر على قرار يتعلق بتشكيل قوة عربية مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة العربية. ويتضمن القرار أن تكون مشاركة الدول في القوة اختيارية بعد أن تحفظ العراق عليه. لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال اثناء مؤتمر تلاوة البيان الختامي إن تحفظ العراق على تشكيل القوة العربية لا يعني أنه يعارضها بل يطلب مزيداً من البحث والتدوال بشأنها. وكان رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم أكد خلال كلمة له في القمة العربية أمس أن التدخل الخارجي في اليمن "لن يكون لصالح الشعب اليمني ويؤدي إلى المزيد من الأخطار". ودعا إلى "إعادة جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات السلمية وتوحيد الجهود لحقن الدماء وإحلال الأمن والسلام". وأطلق الحلف العربي بقيادة السعودية قبل ثلاثة أيام حملة عسكرية باسم "عاصفة" الحزم وتشن غارات جوية على الحوثيين بناء على طلب من الرئيس اليمني المنتخب.