شارك العشرات من الأطفال التونسيين، اليوم السبت، في مسيرة بالزهور تحت شعار "من أجل حق الطفل الريفي في الثقافة" بشارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة تونس، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ربيع سبيطلة الدولي. وحمل الأطفال خلال المسيرة التي تأتي في دورتها الرابعة عشرة، أكاليل من نبتة "الزعتر" التي تنمو في المناطق الجبلية الوعرة انطلاقا من ساحة 14 جانفي، وصولا إلى المسرح البلدي، مرددين الأناشيد والأغاني، وفقا لمراسل الأناضول. وتفاعلت الجماهير مع العروض الفولكلورية التي قام بها موسيقيون هواة بالتصفيق وتشجيع للأطفال الذين قدموا من أرياف محافظة القصرين (غرب) للاستمرار في تنظيم مثل هذه المبادرات. ومسيرة الزهور هي تظاهرة تنشيطية تستمر يوما واحدا، ويحمل فيها أطفال الأرياف أكاليل من الزهور، ويرفعون شعارات توعوية. أما مهرجان سبيطلة الدولي فهو تظاهرة موسيقية ثقافية تمتاز به مدينة سبيطلة التابعة لمحافظة القصرين، يفتتح بمسيرة الزهور في نهاية شهر مارس سنويا قبل أن تنطلق فعاليات رسمية في النصف الثاني من شهر أبريل. وفي تصريح للأناضول قال عدنان الهلالي، منسق المسيرة، إن "المسيرة ترفع شعار من أجل حق الطفل الريفي في الثقافة، وهو شعار ضروري في الوقت الراهن للتصدي للهجمة الظلامية للإرهاب التي تنخر رئة الوطن وخاصة في المناطق الجبلية الريفية الجميلة".
ولفت إلى أن "التونسيين يخشون على أطفالهم من الفكر الظلامي"، مشيرا إلى أن "الحكام أيضا يتحملون مسؤولياتهم لضبط سياسات تعليمية وتربوية لمحاربة هذا الفكر الذي يجد من الأرياف الفقيرة حاضنة له"، متابعا "أطفالنا بحاجة ماسة إلى الثقافة". وبحسب أرقام وزارة الداخلية التونسية، فإن الجماعات الإرهابية استخدمت حوالي 290 طفلا خلال سنة 2014 ضمن جهازها الاستخباراتي واللوجستي، فضلا عن استغلالهم كدروع بشرية أثناء المواجهات مع وحدات الأمن. وتشهد مدينة القصرين، وخصوصا مرتفعات جبال الشعانبي والمناطق المحاذية لها، عمليات إرهابية متواترة منذ 2012 نفذها مسلحون متحصنين بالجبال.