قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم السبت إن "القدسالشرقية تعيش ربع الساعة الأخيرة، قبل أن يكتمل مخطط تهويدها"، داعيا " القادة العرب إلى الاستمرار وتكاتف العمل من أجل حماية القدس ودعم صمودها". جاء ذلك في كلمته بالقمة العربية (رقم 26) التي انطلقت بمنتجع شرم الشيخ، شمال شرقي مصر، تحت شعار "70 عاما من العمل العربى المشترك". وأعرب الرئيس الفلسطيني، عن تأييده الكامل للقرار الذي اتخذته السعودية ومجلس التعاون والدول العربية في العمليات الرامية لحفظ وحدة اليمن، في إشارة إلى العملية العسكرية المعروف ب"عاصفة الحزم"، مشيرا في الوقت نفسه إلى تأييده "دعوة الحوار الذي نادى به التعاون الخليجي". وأضاف عباس: "تعرضت قضيتنا الفلسطينية في الدورة السابقة لجملة من التطورات، أبرزها توقف المفاوضات بالكامل مع السلطة الإسرائيلية، وكذلك جامعة الدول العربية والعديد من دول العالم نتيجة لعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولة والاتفاقات المعقودة، واستمرارها في أنشطتها الاستيطانية، غير المسبوقة في القدس". وأشار إلى أن "القدسالشرقية تعيش ربع الساعة الأخيرة، قبل أن يكتمل مخطط تهويدها". وتشهد مدينة القدسالشرقية، منذ العام 1967، عمليات تهويد مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تشمل تغير أسماء المواقع والأماكن الإسلامية واستبدالها بأسماء من التوراة. وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من إقامة دولة فلسطينية في غزة، عبر مقترح هدنة طويلة الأمد، بين حركة حماس، وإسرائيل. وقال:" نحذر من مخطط لإقامة دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة، وأن ننسى القدس واللاجئين مقابل هدنة 15 عاما، والتي تدمر المشروع الفلسطيني بالكامل، وأتمنى أن تتبنى القمة العربية رفض وتجريم مثل هذهالمخططات، وأقترح وضع رؤية عربية تهدف لمعالجة الحروب والأزمات والفتن وتحصين بلادنا من الإرهاب"، وهي التصريحات التي رفضها المتحدث باسم حماس سامي أوزهري، قائلا لوكالة الأناضول، إن تلك التصريحات "فارغة المضمون" ومجرد "ادعاءات لا أساس لها من الصحة". ودعا الرئيس الفلسطيني، إلى تشجيع الشباب العربي إلى زيارة القدس والصلاة فيها قائلاً: "اعتدنا أن نقول أن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، بعد أن أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي والذي يمثل أعلى مرجعية فقهية لدول العالم الإسلامي فتواه بالتأكيد على زيارة المسلمين للقدس باعتبارها فضيلة دينية مؤكدة"، وأضاف أن قضية القدس هي قضية الأمة بأجمعها. واستنكر الرئيس الفلسطيني، الذي أطال في كلمته، العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له غزة الصيف الماضي الذي راح ضحيته الآلاف من القتلى والجرحى، موضحاً أن "إسرائيل تبتعد عن السلام، مستغلة حلفاءها أسوأ استغلال"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال أبو مازن، "إنه في الوقت الذي قررت فيه فلسطين التوجه للمحكمة الجنائية الدولية بعد الفشل في الحصول على حقها ومنع إسرائيل من وقف الاستيطان" ، فإن "أيدينا لا زالت ممدودة بالسلام، على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية". وتابع: "الدلالة تشير إلى عدم وجود شريك إسرائيلي وبالتالي لا يمكن اعتبار ما فعلناه وسنفعله أحادي الجانب ونحن نطالب الجمعية العامة بحماية دولية". وقال: "العلاقة مع إسرائيل لا يمكن أن تستمر على ما كانت عليه خلال السنوات.. وقررنا أن نعيد النظر بعلاقتنا الاقتصادية والسياسية والأمنية مع إسرائيل؛ وسنذهب لانتخابات بأسرع وقت ممكن باعتبار المصالحة (الفلسطينية) ناجزة". وأشاد أبو مازن بالقائمة العربية التي حصدت 13 مقعدا (من أصل 200 هم إجمالي عدد أعضاء الكنيست)، في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً:" هناك ظاهرة جديدة ومهمة وقعت هذه الأيام عند الوسط العربي الذي يشكل مليون ونصف إنسان، منذ 1949 حتى يومنا هذا كانوا ينزلون بقوائم متفرقة، لأول مرة في تاريخهم ينزلون قائمة واحدة موحدة ويحصلون على 13 مقعدا، تلك الظاهرة التي نحييها ، ونثمنها ، لأول مرة يتحد العرب على شيء في الداخل وهو نزول مرشحين على قائمة عربية واحدة في الانتخابات الأخيرة".