ليس مظهر شاهين هو الثورة فيتهم من ينتقده بأنه يهاجم الثورة والثوار. قرأت ذلك بصيغتين مختلفتين. فبعض وسائل الإعلام قالت إنه هاجم القنوات الإسلامية، وأنه سيبلغ ضدها النائب العام وسيضغط لوقفها عن البث. أما الأهرام فذكرت أنه خص قناة إسلامية بعينها وخصوصا برنامجا فيها والمذيع الذي يقدمه وزعم أنها ممولة من السعودية، مهددا بأنه سيكشف اسم القناة واسم المذيع في خطبته القادمة إذا لم يتوقفا عن مهاجمة الثورة! وبعد هجوم عنيف تعرض له في المنتديات والمواقع الالكترونية، رد شاهين في صفحته على الفيسبوك والتي تضمنت أيضا انتقادات ضده من المعلقين، بأن أقواله لم تنقل بدقة فهو لم يتهجم على كل القنوات الإسلامية بل على قناة بعينها، وحرص على القول إنه لم يقصد قناة "الرحمة" التي كان يعمل فيها قبل انتقاله إلى قناة يمولها أحد رجال أعمال الحزب الوطني الكبار والذي يقوم بعملية كبيرة حاليا للسيطرة على مجموعة من القنوات الفضائية تواجه عجزا ماليا. لقد كان مظهر شاهين يخطب في مليونية استرداد الثورة.. فما هي علاقة الاسترداد بانتقادات وجهت له شخصيا على انضمامه لقناة يعتقد كثيرون أنها لا يمكن أن تعبر عن الثورة. كل جريمة البرنامج الذي يقصده أنه استضاف ضيوفا انتقدوه.. ورأيهم إنه ما كان ينبغي لخطيب الثورة أن ينضم إلى كتيبة إعلامية ينفق عليها رجل كان من رموز الحزب الوطني سابقا! وللحق فهذا البرنامج الذي يهدده السيد مظهر شاهين.. من أفضل برامج التوك شو التي تبثها الفضائيات حاليا. ومذيعها أحرص مقدمي هذا البرامج على الموضوعية والدقة والتأكد من كل معلومة. وقد شاهدته مرة يعطيه الفرصة كاملة للرد والتعليق على ما أثير حوله قبل يوم واحد. حداثة تجربة وسن مظهر شاهين تجعله منجذبا بشدة إلى الأضواء وبريقها وربما مخدوعا بها.. فهو انتقل سريعا من قناة إسلامية هي "الرحمة" إلى قناة أخرى يعتقد أنها أكثر انتشارا وأكثر ثراء أيضا. وبالفعل يتقاضى راتبا كبيرا منها. وفي صفحته يبث حاليا بشرى تتصدرها صورة له "معجباني".. أي أخذها بزاوية وحركة بيديه تنم عن إعجاب وخيلاء بنفسه. وفيها يعلن أنه أصبح كاتبا في جريدة "الأخبار" في صفحة اليوميات (الصفحة الأخيرة) وسيكتب مقالين شهريا. وهذا بالطبع انجاز كبير. فهذه اليوميات – وربما لا يعرف هو ذلك – كان تناوب عمالقة في الفكر والأدب مثل عباس العقاد ومحمد زكي عبدالقادر ووجيه أبو ذكري وحسين فهمي ومحمد فهمي عبداللطيف. عموما.. الله أعلم به.. وأعلم بالقناة التي يعمل فيها فربما يكون أصحابها تحولوا من انتمائهم السابق إلى الانتماء للثورة وأنه تحرى عن ذلك واقتنع. لكن ما كان ينبغي له أن يختصر الثورة في شخصه، لأنه لا توجد قناة إسلامية ولا برنامجا بعينه يهاجم تلك الثورة. كلهم كانوا ممنوعين وموقوفين بقرار من النظام السابق، وكلهم كانوا مطاردين من أمن الدولة المنحل. ليت مظهر شاهين وهو موظف في وزارة الأوقاف ومقدم برامج في قناة ثرية.. ليته يقتفي بالشيخ أحمد المحلاوي وطريقته في الخطابة. هذا الإمام الكبير هو من يستحق فعلا لقب "خطيب الثورة" واسمعوا لخطبته الأخيرة وقارنوا بينها وبين خطبة شاهين في نفس اليوم. أقرأوا ماذا كانت تفعل خطبه في الرئيس الراحل السادات لدرجة أنه فقد أعصابه في خطاب التحفظ الشهير في سبتمبر 1981 قبل اغتياله بأيام ووصف المحلاوي بما لا يليق، وقالت جيهان السادات إنها راجعته في ذلك فشعر بالندم. وليته يتعلم ألف باء السياسة. لأنه لا يوجد فاهم سياسة يقول إن الرئيس القادم الذي سينتخبه الشعب يجب عليه أن يأتي لميدان التحرير ليأخذ شرعيته منه. ألا تكفيه الشرعية التي ستمنحها له أغلبية 50 مليون ناخب؟! [email protected]