كشفت إحصائيات مصرية رسمية، عن زيادة حمولات ناقلات الغاز الطبيعي المارة بقناة السويس، وتراجع معدل حمولات ناقلات النفط، خلال شهري يناير / كانون الثاني وفبراير / شباط الماضيين، وذلك مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وذكر تقرير دوري عن إحصائيات الملاحة نشرته هيئة قناة السويس على موقعها الرسمي، واطلع مراسل الأناضول على نسخه منه اليوم الثلاثاء، أن أعداد وحمولات ناقلات الغاز الطبيعي المارة بقناة السويس خلال يناير من العام الجاري حققت زيادة ملحوظة في معدلاتها وذلك لأول مرة بعد انخفاض استمر تقريبا على مدى ال 3 سنوات الأخيرة.
وقال التقرير إن أعداد ناقلات الغاز الطبيعي التي مرت بالقناة خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري بلغت 109 سفينة بزيادة 36.2% مقارنة بأعداد ناقلات الغاز التي مرت في القناة في يناير وفبراير من العام الماضي والتي بلغت 80 سفينة.
وأشار إلى أن حمولات ناقلات الغاز الطبيعي بلغت 6.672 مليون طن خلال يناير 2015 بزيادة 49% عن يناير من العام الماضي الذي بلغت حمولاته 4.469 مليون طن .
وأوضح التقرير أن هناك تراجع في حمولات ناقلات النفط خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري بنسبة 7.5% حيث بلغت حمولات النفط 24.707 مليون طن، مقارنة بالحمولات خلال نفس الشهرين من العام الماضي، والتي بلغت 26.708 مليون طن، فيما بلغت أعداد ناقلات النفط المارة بالقناة خلال الشهرين الماضيين من العام الجاري 645 ناقلة بتراجع 1.6% مقارنة بنفس الشهرين من العام الماضي حيث بلغت أعداد الناقلات 656 ناقلة.
وقال سمير معوض خبير النقل البحري في مصر، إن تراجع معدلات حركة النفط عبر قناة السويس بدأت منذ ديسمبر / كانون الأول الماضي بسبب انخفاض صادرات النفط الخليجي المارة عبر القناة، والمتجهة إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا، وذلك نظرا لأن الواردات الأوروبية والأمريكية من النفط عادة ما ترتفع قبل قدوم فصل الشتاء استعادا لزيادة معدلات الاستهلاك مع انخفاض درجات الحرارة فى ذلك الفصل، بينما تقل احتياجاتها النفطية مع قدوم الشتاء حيث يتكون لديها مخزونا كافيا.
وأضاف في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول، أن معدلات التراجع محدودة حتى الآن، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحكم على هذا التراجع بأنه عارض أم مستدام قبل مرور 6 شهور على الأقل.
وقال حمدي برغوت خبير النقل البحري واللوجيتسيات في مصر، إن ارتفاع معدلات شحن الغاز الطبيعي خلال الفترة الحالية يرجع، لزيادة معدلات تصدير الغاز القطري المسال المتجه إلي انجلترا بصفة خاصة بعد عقد قطر، وهى العميل الرئيسي لدى قناة السويس في حمولات الغاز الطبيعى، صفقات مع انجلترا في نهاية العام الماضي لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال.
وتعتبر قطر أكبر منتج في العالم للغاز الطبيعي المسال، حيث يصل حجم إنتاجها إلى 77 مليون طن سنويا.
وأشار في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول إلى أن انخفاض صادرات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب التوترات السياسية والعقوبات التي تفرضها الحكومات الأوروبية على روسيا، ساهم في زيادة اعتماد أوروبا وخاصة إنجلترا على مصادر أخرى للغاز من بينها الغاز القطري.
وقال خبير النقل البحري، إن كميات الغاز الطبيعى المارة بقناة السويس لا تتجاوز 10% من حجم البضائع المارة بالقناة، وهو ما يؤكد أن زيادة شحن الغاز المسال عبر قناة السويس ليس مؤثرا رئيسيا على معدلات الملاحة والإيرادات، والتي تعتمد في المقام الأول على حركة الحاويات والتي تشهد نموا مطردا وتزايدا ملحوظا.
وكشفت التقرير الدوري الصادر عن هيئة قناة السويس عن ارتفاع حمولات السفن المارة بقناة السويس خلال شهري يناير / كانون الثاني وفبراير / شباط الماضيين بنسبة 6.4 % لتبلغ 155.5 مليون طن، مقابل 146.1 مليون طن في نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى مدى ال 3 أعوام الماضية تراجعت معدلات صادرات الغاز الطبيعي المسال المارة بقناة السويس بنسب تراوحت ما بين 7 إلى 20%، بسبب قيام الشركات القطرية العاملة في إنتاج الغاز الطبيعي بتوجيه صادراتها إلى اليابان ودول جنوب شرق أسيا، في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية باليابان، والتي أدت إلى إغلاق 52 مفاعل نووي من إجمالي 54 مفاعل تملكها اليابان، كانت تمدها ب 30 % من احتياجاتها من الطاقة.
وفي مطلع فبراير / شباط الماضي، أعلنت هيئة قناة السويس تثبيت رسوم المرور لجميع أنواع السفن المارة بها اعتبارا من أول مايو/ أيار المقبل وخلال عام 2015، بينما قررت الهيئة تعديل التخفيضات الممنوحة لسفن الغاز الطبيعي المسال من 35% الى 25% فقط .
وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس وقتها إن تقليل التخفيضات الممنوحة لناقلات الغاز الطبيعي بنسبة 10% جاء نتيجة عدة دراسات اقتصادية وتقييم الرسوم السابقة، وأن القرارات الاقتصادية تخضع لدراسة عميقة، مؤكدا أن القرار ليس له أي اعتبارات سياسية.
وقالت إدارة قناة السويس في وقت سابق، إن قطر واليمن وسلطنة عمان أكثر الدول المصدرة للغاز الطبيعي عبر قناة السويس، وأن قطر العميل الرئيسي والأول بينهم في حجم حمولات الغاز الطبيعي المارة بالقناة.