ليس إنسان واحد فقط بل عالم، ضم كل الأشخاص أم وأخت وصديقة ومديرة منزل وسر النظافة وسر السعادة، أعمالاً لا تُحصى تقوم بها، تضم كل ما لا يتحمله المرء، ولا كلمة أم كلمة واحدة بل كلمة شملت عالمًا بداخله، لذا كرمها الله ورسوله في القرآن والأحاديث، للتأكيد على مكانتها والدور والحِمل الثقيل التي تتحمله، وردًا لجميل ومشقة طويلة، مهما طال الزمن تتحملها خصص لها يوم ليكن عيدًا لرد جزء بسيط مما تقدمه. 21 مارس هو يوم عيد الأم في مصر، والذي ترجع قصته التي تعد ذكرى طيبة لإبداء مشاعر الحب والود إلى الأمهات، إلى الصحفي المصري الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم وأخيه مصطفي أمين، حيث قامت إحدى الأمهات بزيارة الراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً. لتكن تلك القصة البذرة التي زرعت فكرة لعلي أمين، في عموده اليومي «فكرة» بطرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلاً: «لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه - يوم الأم- ونجعله عيدًا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرًا يا أمي.. لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلاً منها ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم؟». بعد نشر المقال بجريدة الأخبار، اختار القراء تحديد يوم 21 مارس، لكونه بداية فصل الربيع ليتماشي مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم في 21 مارس سنة 1956، ومن بعدها انتشرت فكرة هذا العيد في البلدان العربية. وكان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما قامت «أنا جارفيس» ذكرى لوالدتها في أمريكا، وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولاياتالمتحدة، ورغم نجاحها في عام 1914 إلا أنها في عام 1920 انتابها الحزن بسبب ما تردد آنذاك بأنها فعلت ذلك من أجل كسب المال والتجارة، وفي هذا العيد يقوم كل فرد بتقديم هدية لأمه.