قال الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، اليوم الخميس، إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو في العاصمة التونسية أمس تهدف ل"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية". وقدم المرزوقي في مؤتمر صحفي عقده اليوم في العاصمة تونس، حضرته الأناضول، تعازيه إلى أهالي الضحايا، معربا عن "بالغ حزنه وألمه" إزاء الحادث. وقال "هذا ليس تعديا على حق الحياة فقط، بل تعديا على قيم العربية الاسلامية التي فيها كرم الضيافة وهؤلاء كانوا ضيوفنا". وأضاف أن "رسالة الإرهابيين هي أننا سنفرض عليكم بالقوة نمط حياة وتفكير بالقوة، أو نعكر عليكم صفو الحياة". وتابع المرزوقي "ونحن رسالتنا: سنواصل حياتنا الطبيعية وسنواصل خياراتنا الديمقراطية لان السيادة للشعب وليس للأقليات العنيفة". وشدد على أهمية "التمسك بالوحدة الوطنية والأمن الوطني والخيار الديمقراطي"، ووصفها بأنها "قواسم مشتركة ولا مجال للمزايدة فيها ولا مجال لاغتنام هذه الفرصة الأليمة للعب بهذه الثوابت التي هي بمثابة المقدسات". وقال المرزوقي إن "أول عملية إرهابية تمت في 2006 في عهد المخلوع (في إشارة للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي)، وهي "عملية سليمان"، وأسباب الإرهاب كانت أسبابا عميقة متجذرة في ذلك المجتمع وهي الفساد والتجهيل واستئصال القوى الإسلامية المعتدلة التي كان بإمكانها تأطير الشباب (في إشارة لقمع بن علي لحركة النهضة "إسلامية" طيلة عهده) ووقع الفراغ الذي أعطى المجال لبروز الجماعات المتشددة". عملية سليمان ( تابعة لمحافظة نابل / شرق ) وقعت أواخر عام 2006 من خلال مواجهة مسلحة بين عناصر وصفت بالإرهابية، وقوات الأمن وانتهت بمقتل عوني أمن (شرطيين) وإصابة ثلاثة آخرين ومقتل 12 إرهابيا واعتقال 15 عنصرا تمت محاكمتهم لاحقا. من جهة أخرى، قال المرزوقي "إنه طيلة 3 سنوات من حكم الترويكا ( ائتلاف بين إسلاميين معتدلين وعلمانيين معتدلين بعد ثورة يناير 2011 التي أطاخت بنظام بن علي) لم يعرف الجيش في تاريخه تسليحا ممنهجا قدر تلك الفترة وان الأمن لم يعرف تسليحا وتفعيلا قدر تلك الفترة". وأشار إلى أنه في هذه الفترة "أُطلقت إستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب عبر العمل العسكري والأمني وعبر التفكير في الخيارات الثقافية واقتصادية وهذه الخطة موجودة ومفعلة، ويجب على هذه الحكومة أن تواصل تفعيلها لان دور كل الحكومات هو أن تبني على ما هو موجود سابقا، وان تطور لما هو أحسن وليس وقت المزايدات"، في إشارة إلى الاتهامات التي يطلقها البعض للترويكا بأنها لم تحارب الإرهاب. وقال المرزوقي "نحن الآن على نفس المركب، نحارب نفس العدو ووحدتنا الوطنية أهم شيء والمهم هو النتيجة، وبالتالي أطلب من كل الأطراف السياسية أن تترفع عن المهاترات وان نخوض معا هذه الحرب ضد الإرهاب". وأضاف أن "انتصارنا على الإرهاب يجب أن يكون امنيا عسكريا ويجب أن يكون سياسيا وثقافيا وأخلاقيا بمعنى أن محاربة الإرهاب لا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون محاربة الإرهاب فرصة لضرب حقوق الإنسان للتعدي على الحريات الفردية والجماعية". وتعتبر عملية باردو الإرهابية أمس، هي الأولى من نوعها في العاصمة تونس، والثانية التي تستهدف سياحا، منذ هجوم أبريل 2002، الذي لحق بكنيس الغريبة (معبد يهودي) في جزيرة جربة (بمحافظة مدنين جنوبي البلاد)، وقتل فيه 14 شخصا، منهم 6 سياح ألمان و6 تونسيين وفرنسي واحد، كما أصيب فيه أكثر من 30 شخصا.