وماذا عن الآخرة؟! الآخرة تبدأ بيوم القيامة أو الساعة يا أيها الناس إتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم, يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري( الحج1 2) هذا اليوم, يوم الفزع الأكبر الذي تزول فيه الجبال وتشتعل البحار, يبعث فيه الناس أحياء من قبورهم.. فهو يوم البعث والنشور. هذا اليوم وقعه علي الخلق مختلف, فالمؤمن تتلقاهم الملائكة بالبشري لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون( الأنبياء103) أما غير المؤمنين فلا بشري لهم قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون( يس52). وهو يوم الحساب والجزاء, وتحديد المصير.. إما الجنة وإما النار.. وهو يوم الحشر, يحشر فيه الخلق جميعا, أولهم وآخرهم, لكي يقفوا بين يدي الملك الديان, ليحاسب كل بمفرده إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا( مريم93 96).. ومصير الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة وسيق الذين إتقوا ربهم إلي الجنة زمرا حتي إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( الزمر73) ومصير الظالمين النار وتري الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلي مرد من سبيل( الشوري44) أي هل يمكن الرجوع الي الدنيا لكي نعمل غير الذي كنا نعمل؟! فيقال لهم ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوي المتكبرين( الزمر72). وشتان بين هؤلاء وهؤلاء تري الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم مايشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير( الشوري22). وتجد أهل النار يتمنون أن يخفف عنهم يوم من العذاب فلا يجابون, كما يتمنون أن يقضي عليهم فيموتوا ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون( الزخرف77).. بينما أهل الجنة يقول لهم ربهم يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون. يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون( الزخرف68 71). البون شاسع بين النعيم المقيم في الجنة, والعذاب الأليم في جهنم, والله لا يظلم أحدا من خلقه حاشا لله فأهل النار يقرون بأنهم فعلوا هذا بأنفسهم يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين( الأنبياء97). تلك أحداث الآخرة التي تبدأ بقيام الساعة في يوم لا يعلمه إلا الله قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة( الأعراف187) ثم تستمر الي مالا نهاية, أي تستمر الي الأبد وبلا نهاية.