قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الولاياتالمتحدة ستضطر "في النهاية" إلى "التفاوض" مع نظام بشار الأسد بسوريا، من أجل الانتقال السياسي، مشيراً إلى أنها تقوم حاليا باستطلاع السبل الممكنة للضغط عليه من أجل الموافقة على المحادثات. جاء ذلك خلال مقابلة مسجلة أجراها الوزير الأمريكي مع قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، وأذيعت اليوم الأحد. وخلال الحوار، كشف كيري عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، والتي تدخل عامها الخامس اليوم، عندما أشار إلى أن واشنطن ستضطر في النهاية إلى التفاوض مع نظام الأسد، وذلك بعكس الموقف الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وكثيرا ما كررته، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل. الوزير الأمريكي قال بشكل صريح "يجب أن نتفاوض في النهاية .. لقد كنا دائما على استعداد للتفاوض في إطار مؤتمر "جنيف 1". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة ودول أخرى (لم يسمها)، تقوم حالياً باستطلاع السبل الممكنة لإحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا". وتابع: ما نقوم بالدفع من أجله هو جعله (الأسد) يأتي ويفعل هذا وقد يتطلب الأمر زيادة الضغط عليه بشتى الأشكال حتى يفعل هذا، وقد أوضحنا جيدا أننا نبحث زيادة الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الضغط". وأوضح كيري أن "لجعل نظام الأسد يتفاوض، سنوضح له أن هناك عزما من جانب الجميع على السعي لهذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته بشأن التفاوض". ولفت الوزير الأمريكي إلى أنه "يجري العمل في هذا الصدد حاليا" قبل أن يوضح "أنا مقتنع بأن جهود حلفائنا والآخرين ستزيد من الضغط على الأسد". وينص بيان مؤتمر "جنيف 1" الذي عقد بإشراف دولي في يونيو 2012 وتصر المعارضة السورية على أن يكون منطلقاً لأي حل سياسي مفترض، على: وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات. وفي مارس 2011، انطلقت في سوريا احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، ما قابله النظام بمعاجلة أمنية أطلقت صراعًا بين قوات النظام والمعارضة، أوقعت أكثر من 200 ألف قتيل، كما ساهمت بنزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب آخر إحصاءات للأمم المتحدة.