أعلنت دولة الفاتيكان، عن زيارة يقوم بها وفد رفيع المستوى اليوم الأحد إلى العاصمة السورية دمشق، للاطلاع على تطورات الأوضاع في البلاد التي تشهد صراعاً مسلحاً دخل عامه الخامس. وقالت إذاعة الفاتيكان، إن الزيارة التي بدأت اليوم ، ستستمر حتى 18 مارس/آذار الجاري، حيث يرأس الوفد أمين سر مجمع الكنائس الشرقية، المطران سيريل فازيل، يرافقه الكاهن ماكس كابابيانكا. واحتفظت دولة الفاتيكان بسفارتها في دمشق مفتوحة لتعمل بشكل اعتيادي خلال السنوات الأربع الماضية من الصراع في سوريا. وأوضحت الإذاعة أن زيارة الوفد الفاتيكاني "ترمي للتعبير عن اهتمام الكرسي الرسولي (حكومة الفاتيكان) بالتطورات الراهنة في سوريا وبالكنائس المحلية فيها"، مع إعراب الوفد الفاتيكاني عن "قربه من الجماعات المحلية التي تعيش أوضاعا إنسانية تزداد تدهورا يوما بعد يوم"، في إشارة إلى المسيحيين وباقي الأقليات في البلاد. وسيشارك المطران فازيل خلال الزيارة في اجتماع قادة الكنائس الكاثوليكية ولقاء يضم القائمين على هيئة كاريتاس الكنسية الخيرية المحلية، لم يحدد موعده أو مكان انعقاده. وتأسس مجمع الكنائس الشرقي في يناير/كانون الثاني عام 1862 بقرار من البابا بيوس التاسع، وأوكل إليه مهمّة التّواصل مع الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، بغية مساعدتها على صون تراثها وقوانينها، في سبيل التّكامل مع الكنيسة الرئيسية في روما، حيث يمارس المجمع المرجعية القانونية بالنسبة للكنائس التي تتبعه، ويرأسه في الوقت الراهن الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري. وتشمل سلطة المجمع ومقره الرئيسي روما، الكنائس الكاثوليكية في البلدان التّالية: مصر وشبه جزيرة سيناء والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وقبرص والعراق وإيران واليونان وتركيّا وإريتريا وأثيوبيا الشّماليّة وألبانيا وبلغاريا. ويصادف اليوم 15 مارس/ آذار الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة السورية التي تحولت بعد أشهر من اندلاعها صراعاً مسلحاً خلّف حتى اليوم نحو 220 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية سورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ 15 مارس 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها ب"الأزمة"؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم. والفاتيكان هي أصغر دولة في العالم، حيث تبلغ مساحتها 0.44 كيلو متر مربع فقط وعدد سكانها نحو ثمانمائة نسمة، وتحتل قطاعاً من أحد أحياء العاصمة الإيطالية روما، وتتمتع بالسيادة الكاملة، حيث أعلن عن قيامها رسمياً في السابع من يونيو/حزيران 1929.