12 عاما مرت على مقتل المتضامنة الأجنبية ريتشل كوري، بقطاع غزة، على يد الجيش الإسرائيلي، إلا أن رفقائها من المتضامنين الأجانب يصرون على التضامن مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة، مسلحين بعزيمة، وقلم وآلة تصوير. وصباح كل جمعة، تختار الفرنسية الين (24 عاما)، موقعا للمشاركة في المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، متسلحة بكوفية فلسطينية على عنقها، وبكاميرا تصوير، تختزل بذاكرتها مشاهداتها اليومية. وأثناء مشاركتها في المسيرة الأسبوعية ببلدة النبي صالح غربي رام الله، قالت الين ل"الأناضول": "من غير الطبيعي أن أكون هنا، لكن وجودي هنا مهم جدا حيث أشارك وأسجل ملاحظاتي عن حياة شعب أسير".
وأضافت: "كان لدي صورة نمطية عن الشعب الفلسطيني وفلسطين، بأنها بلد حروب ودمار، لكني وجدت هنا شعب، وإنسان يعيش كما باقي الشعوب يفرح ويحزن، يقاوم، ووجدت احتلال يقتل ويأسر ويسرق الأرض". ومضت قائلة: "سأكتب للفرنسيين عن الإنسان الفلسطيني".
وتابعت الشابة الفرنسية التي وصلت فلسطين قبل شهرين: "بات لدي أصدقاء سأعود مرة أخرى إلى هنا".
وكانت الين تعلمت العربية خلال دراستها في بيروت، مبررة ذلك بقولها: "إن أردت أن تكتب عن شعب وجماعة عليك أن تعرف لغتهم لكي تحس بهم، وتلمس مشاعرهم وواقعهم".
وأضافت: "رغم ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من قتل واعتقال للفلسطينيين وحتى المتضامنين الأجانب، اعتقد أنه واجب على العالم أن يقف مع الشعب الفلسطيني".
الين الطالبة والصحفية الحرة، قالت: "لم ينصف الإعلام الغربي الشعب الفلسطيني، ويحاول أن يساوي بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لا يوجد مساواة هذا احتلال وهذا شعب محتل".
وبالرغم من إصابة ماريا 22 عاما، وهي ألمانية الجنسية، برصاص حي في القدم، قبل 21 يوما، من سلاح جندي إسرائيلي خلال مشاركتها في مسيرة بشارع الشهداء وسط الخليل جنوبي الضفة الغربية، تشارك إلى جانب زملائها في مسيرة النبي صالح.
وقالت ل"الأناضول": "منذ 60 يوما وأنا هنا، سأعود بعد أسابيع لبلادي، لكني سأعود مرة أخرى هنا، لا يخفيني ما يقوم به الجيش الإسرائيلي".
وأضافت: "وجودي هنا ضروري جدا لنقل حقيقة ما يجري في فلسطين للعالم".
وتابعت ماريا، التي وصلت فلسطين عبر حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني: "الجيش الإسرائيلي لا يحتاج إلى مبرر لإطلاق النار، قتل كوري ويقتل الفلسطينيين كل يوم" قبل أن تتنهد وتضيف: "هذا أمر فظيع".
ويصر جيمي 19 عاما، القادم من بريطانيا، على البقاء والتضامن مع الشعب الفلسطيني، رغم تعرضه للرش بغاز الفلفل من قبل الجش الإسرائيلي بغاز الفلفل، واعتقال أصدقائه وتم ترحيلهم إلى بلادهم.
وقال جيمي ل"الأناضول": "أنا هنا لدعم الحرية وضد ممارسات الاحتلال، ولنقل صورة الشعب الفلسطيني وما يعانيه من سرقة أراضي وقتل للإنسان".
ومضى قائلا: "كل متضامن مع الشعب الفلسطيني هدف للجيش الإسرائيلي"، مضيفا: "قد أمنع من العودة مرة أخرى إلى هنا، ويوضع اسمي على قائمة الممنوعين من دخول إسرائيل، إلا أنني أؤكد أننا سائرون على طريق ريتشيل كوري".
وتابع: "أشجع كل مواطن في بلادي للقدوم هنا وأعيش مع الشعب الفلسطيني".
وعادة ما يأتي المتضامين الأجانب إلى فلسطيني عبر حركة التضامن الدولية، ويقيمون فيها فترات متفاوتة، يسكنون في بين الفلسطينيين ويشاركونهم في الإعمال الاحتجاجية ضد إسرائيل. وتعتقل إسرائيل المتضامنين وترحلهم عن إلى بلدانهم، وتمنعهم من العودة مرة أخرى.
وحسب الناشط في المقاومة الشعبية عبد الله أبو رحمة، رحل الجيش الإسرائيلي بداية الشهر الحالي أربعة متضامنات فرنسيات، بعد اعتقالهن من مسيرة بلدة بلعين غربي رام الله.
ويصل فلسطين شهريا ما يعادل خمسة متضامنين أجانب بحسب منسقين محليين لحركة التضامن، فضلوا عدم الكشف عن هويتهم.
وريتشيل كوري هى أمريكية قتلت في 16مارس/آذار 2003، كانت عضو في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزهبفلسطينالمحتلة أثناء الانتفاضة الثانية(2000)، حيث قتلها الجيش الإسرائيلي خلال محاولتها إيقاف جرافة عسكرية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.
وحركة التضامن الدولية (ISM) هي منظمة احتجاجية غير عنيفة تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تأسست في عام 2001 من قبل غسان أندوني، وهو ناشط فلسطيني، ونيتا جولان ناشطة إسرائيلية، هويدا عراف، وهي فلسطينية من الولاياتالمتحدة، وجورج ن. رشماوي، وهو ناشط فلسطيني. وانضم الأمريكي آدم شابيرو إلى الحركة بعد وقت قصير من تأسيسها، وغالبا ما يعتبر واحد من المؤسسين.
وتدعو المنظمة على المدنيين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في أعمال احتجاج عنيفة ضد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
وينظّم الفلسطينيون مسيرات أسبوعية مناهضة للاستيطان وجدار الفصل في بلدات النبي صالح، وبلعين، ونعلين، غربي رام الله (وسط)، وكفر قدوم، غربي نابلس (شمال)، والمعصرة، غربي بيت لحم (جنوب)، بدعوة من لجان المقاومة الشعبية، الى جانب فعاليات اخرى يتم الترتيب لها بحسب الموقف.