السيستاني: قبول المساعدات في محاربة الإرهاب لا يعني غض الطرف عن استقلالنا

قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إن الترحيب بالمساعدات التي تقدم للعراق في حربه ضد تنظيم "داعش" لا يعني غض الطرف عن الهوية والاستقلال العراقيين.
وقال السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه ممثله أحمد الصافي في مسجد الإمام علي بن الحسين بكربلاء (جنوبي العراق) وتابعتها الأناضول، "إذا كنا نرحب بأي مساعدة تقدم لنا اليوم من اخواننا وأصدقائنا في محاربة الإرهابيين فإن ذلك لا يعني في حال من الأحوال بأنه يمكن أن نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا".
وأضاف أننا "لا يمكن أن نكون جزءً من أي تصورات خاطئة في أذهان بعض المسؤولين هنا أو هناك"، مبينا أننا "نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الإرهابيين ولقد امتزجت دماء الشعب العراقي بجميع مكوناتهم وطوائفهم وقومياتهم".
وكان علي يونس مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات قد اعتبر، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" قبل أسبوع، أن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي".
وأعربت وزارة الخارجية العراقية، في وقت سابق، عن استغرابها للتصريحات المنسوبة إلى يونس.
وعبرت الوزارة في بيان لها، نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت واطلعت عليه الأناضول، عن استنكارها لهذه التصريحات "الل مسؤولة"، وأكدت أن العراق دولة ذات سيادة يحكمها أبناؤها وتقيم علاقات ايجابية مع دول الجوار كلها بضمنها إيران، وأن العراق لن يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بسيادته الوطنية.
كما دعا السيستاني إلى ضرورة استمرار التلاحم الوطني بين مكونات الشعب العراقي كافة في مواجهة التهديد الإرهابي.
وأضاف أن "هذا التماسك لا بد أن يبقى ويزداد لكي لا ندع أي فرصة ثانية للعدو".
وأوضح السيستاني أن "التلاحم ورص الصفوف بين مكونات الشعب العراقي له الأهمية الكبيرة في دحر الأعداء ويضفي القوة والشجاعة والبسالة على المقاتلين ليس في منطقة دون أخرى بل في جميع الأراضي المغتصبة لتطهيرها لأن العدو يستهدف جهات الضعف فينا ليستهدف من خلالها وحدتنا".
وتخوض القوات العراقية مدعومة بفصائل الحشد الشعبي (متطوعين شيعة)، معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الإسلامية – داعش لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العاشر من يونيو/حزيران 2014.
وتقدم إيران مساعدات عسكرية متمثلة بالاستشارة والسلاح إلى قوات الحشد الشعبي التي تساند القوات العراقية في هذه المعارك.