عاب عبود الزمر, القيادي الإسلامي البارز على جماعة "الإخوان المسلمين" الإدلاء بتصريحات بأنها لن تقدم مرشحًا رئاسيًا, ولن تسعى إلى أكثر من ثلث المقاعد البرلمانية, ومن ثم التراجع عنها لاحقًا مع ترشيح الدكتور محمد مرسي، والذي أطاح به الجيش بعد عام واحد من وصوله إلى السلطة. وأضاف في مقال نشرته "المصريون" تحت عنوان "مخاطر التصريحات غير المحسوبة": "كانت الجماعة في غنى عن مثل هذه التصريحات, ولكنها قيدت نفسها بذلك فصار الناس ينتظرون منها الوفاء بما ألزمت به نفسها, بل واستعمل الخصوم هذه التصريحات الصوتية لكبار الإخوان في إثبات خلفهم للوعد وبالتالي كيف يقودون دولة وهم لا يحترمون كلمتهم". وأشار إلى أنه "لما بدأت الجماعة الإسلامية في المفاضلة بين المرشحين الرئاسيين عقدنا جمعية عمومية للنقاش حضره الأمين العام لجماعة الإخوان, وتحمل الرجل هجوم كوادر الجماعة بشكل أشفقت عليه, ثم انحازت الجمعية في النهاية إلى الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى ثم كان الاتفاق على الدكتور مرسي باعتباره أفضل المرشحين في جولة الإعادة". وتابع "توقعت أن تضع جماعة الإخوان ملاحظات الجماعة الإسلامية نصب أعينها على أساس أنها نصائح من شركاء الوطن ولكن بقيت الشكاوى كما هي, بل وتحمل الدكتور محمد مرسي سلبيات جماعة الإخوان حيث لم تساعده كرئيس دولة بل تعاملت معه كأحد كوادرها في منصب الرئيس فحوصر الدكتور محمد مرسي بطاقم من الشباب بينما تم تجاهل كافة المساعدين والمستشارين من غير الإخوان حتى استقال معظمهم اعتراضًا على ذلك". في المقابل، عاب الزمر على وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي أنه صرح عن عدم طموحه للسلطة إلا أنه تعرض لضغوط من مؤيديه أدت إلى ترشيحه لنفسه لموقع الرئاسة , فدخل في مرمى النقد والتجريح. وتابع الضابط الأسبق بالمخابرات الحربية "كنت أتمنى أن تبقى القوات المسلحة خارج المعادلة بوجودها مشرفًا عامًا على العملية السياسية إلى جوار الشرطة والقضاء, الأمر الذي كان سيُجنب البلاد كثيرًا من المشكلات". وبد الزمر متفائلاً بالتوصل إلى حل قريب للأزمة في مصر قائلاً: "بالرغم من أن الصراع بين الحكومة الراهنة ومعارضيها لم يحل حتى الآن إلا أنني أستطيع القول أن المشكلة في طريقها إلى الحل إن عاجلاً أو آجلاً بوساطة إقليمية أو دولية, وبعدها سنبدأ جميعاً صفحة جديدة من الحوار والعمل الجاد". وقال إنه "يجب علينا أن نراعي المصداقية والشفافية ونعالج سلبيات المرحلة الماضية مع إعلاء شأن الوطن والمواطن" .