شهدت منطقة العريش المحيطة بمعسكر قوات الأمن الخاصة بعدن، جنوبي اليمن، مساء اليوم السبت، توترا وانتشارا أمنيا مكثفا، بحسب شهود عيان. وقال الشهود إن جنودا يتبعون قوات الأمن الخاصة بدأوا، مساء اليوم، انتشارا أمنيا في محيط المعسكر الرئيس، الواقع شمال شرقي عدن، وقطعوا الطريق العام الرابط بين منطقتي خورمكسر (وسط) والشيخ عثمان (شمال). من جهته، قال مصدر حكومي بمحافظة عدن لوكالة الأناضول إن "العميد عبد الحافظ السقاف تراجع عن تسليم منصبه للعميد الركن ثابت جواس الذي صدر قرار رئاسي بتعيينه الثلاثاء الماضي قائدا لقوات الأمن الخاصة، وكذلك تعيين السقاف وكيلا لمصلحة الأحوال المدنية (هيئة حكومية تتبع وزارة الداخلية)". وفي الوقت ذاته، بدأت قوات عسكرية تابعة للرئاسة التوجه نحو منطقة العريش (الساعة 19:40 تغ) في خطوة عدها مراقبون مؤشرا على احتمال حدوث مواجهة بين القوات العسكرية القادمة من معاشيق وتتبع رئاسة الجمهورية من جهة، وقوات الأمن الخاصة بقيادة السقاف من جهة ثانية.
وقال المصدر الحكومي، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن القوات التي قدمت من منطقة معاشيق (جنوبعدن)، تأتي لمواجهة أي تمرد يمكن أن تقدم عليه قوات الأمن الخاصة التي يقودها العميد السقاف، خاصة بعد تراجع الأخير عن تسليم قيادة القوات الخاصة للشخص المعين خلفا له.
وأعلن السقاف، الأربعاء الماضي، في تصريحات صحفية، قبوله بالقرار الرئاسي، كما أكد مصدر أمني مقرب من السقاف عزمه تسليم منصبه للقائد الجديد اليوم السبت، وهو ما أكدته مصادر في لجنة حكومية شكلت لهذا الغرض.
وتضم قوات الأمن الخاصة التي كانت سابقا تُعرف باسم "قوات الأمن المركزي"، نحو ألفي جندي بمحافظة عدن، يمتلكون إلى جانب الأسلحة الفردية أسلحة متوسطة متنوعة.
وفي 21 فبراير/ شباط الماضي، وصل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى مدينة عدن (جنوب)، بعد تمكنه من مغادرة منزله في العاصمة صنعاء، وكسر حالة الحصار التي فرضت عليه من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثي) منذ استقالته يوم 22 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبعد ساعات من وصوله، أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيساً للبلاد، وقال إن "كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر (أيلول/ تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء) باطلة ولا شرعية لها".
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية، ولا سيما خليجية، وغربية، طهران بدعم الحوثيين (يتبعون المذهب الزيدي الشيعي) بالمال والسلاح، ضمن صراع بين إيران والسعودية، جارة اليمن، على النفوذ في عدة دول بالمنطقة، بينها لبنان وسوريا. وهو ما تنفيه طهران.