قال رئيس الوزراء التركي، أحمد دواد أوغلو، إنه "كما أن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية؛ فإن اتهام مجموعة دينية أو شعب أو مجتمع بشكل جماعي بالإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية". وأفاد داود أوغلو، في كلمة ألقاها خلال لقاءه بمسؤولي الجمعيات التركية الأمريكية، على هامش زيارته للولايات المتحدة؛ أن هناك مساع من أجل ربط الإرهاب بالإسلام، داعيًا الأتراك في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى اتخاذ موقف مشترك مع بقية المسلمين، في مواجهة المحاولات الرامية إلى إظهار جميع المسلمين على أنهم إرهابيين. وأشار إلى أن "الإرهاب جريمة ضد الإنسانية أينما حدث في العالم وكائنًا من كان مرتكبه"، مؤكدًا أن من يرتكبون الأعمال الإرهابية؛ يقترفون جريمة ضد الإنسانية مهما كان عرقهم أو دينهم. وشدد رئيس الوزراء التركي على أن ربط الإرهاب بالإسلام؛ هو أيضًا جريمة ضد الإنسانية، مضيفًا: "كما أن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية؛ فإن اتهام مجموعة دينية أو شعب أو مجتمع بشكل جماعي بالإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية". وأشار إلى تأكيده - خلال لقاءاته بالمسؤولين الألمان بخصوص مقتل عدد من الأتراك على يد منظمة إرهابية ألمانية - على أنه لم يصف الحادثة بأنها "إرهاب مسيحي، أو إرهاب كاثوليكي"، ومطالبته لهم بعدم ربط الإسلام بالإرهاب. وذكر داود أوغلو أن تنظيم داعش الإرهابي "يرتكب جرائم بربرية في سوريا"، مضيفًا: "نحن أيضًا ضده، لكن كما لم يوصف قتل النرويجي بريفيك لعشرات الطلاب بأنه "إرهاب مسيحي"، فإن لا يمكن تسمية جرائم داعش بالإرهاب الإسلامي". يذكر أن النرويجي "أندرس بهرينغ بريفيك" حكم عليه بالسجن 21 عاما، بعد قتله 77 شخصا في النرويج في 22 يوليو 2011، احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الاجانب إليها. وانتقد داود أوغلو ازدواجية المعايير في التعامل مع الهجمات على المسلمين، قائلًا: "بعد حادثة فرنسا (الهجوم على مجلة شارلي إيبدو) قُتل ثلاثة مسلمين أمريكيين، فهل لقي الحادث الصدى نفسه؟ شاركت في المسيرة بباريس بعد الحادث للاحتجاج على الهجوم، والتضامن مع الشعب الفرنسي، ولكن كم رجل دولة شارك في جنازة المسلمين الثلاثة الأبرياء؟". وكان ثلاثة مسلمين هم: طالب الطب "ضياء شادي بركات" (23 عاماً) وهو سوري، وزوجته "يسر محمد يوسف أبو صالحة" (21 عاماً)، وشقيقتها "رزان" (19 عاماً) - فلسطينيتان تحملان الجنسية الأردنية - لقوا مصرعهم جميعا جراء هجوم شنه مسلح أمريكي؛ على منزلهم القريب من جامعة "نورث كارولاينا"، في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، يوم الأربعاء 11 شباط/ فبراير الماضي. وعقب الحادث سلّم الجاني "كريغ ستيفن هيكس" (46 عاماً) نفسه للشرطة؛ واعترف بقتله للضحايا، حيث أوقفته السلطات الأمريكية لاستجوابه، وكشف ملابسات الجريمة.