قال الناطق الرسمي باسم شركة "البريقة للتسويق النفط" (حكومية)، فتحي الهاشمي، إن المنطقة الغربية للبلاد وعلى رأسها العاصمة الليبية طرابلس لا تعانى من أزمة وقود، مشيرا إلى أن مستودعات الوقود بالمدينة يوجد بها كميات تكفى الاستهلاك المحلى لمدة أسبوع، ذلك فضلا عن الكميات الموجودة في مستودع مصراتة (شمال غرب). وأضاف الهاشمي في تصريحات هاتفية لوكالة الأناضول اليوم الأحد، أن عمليات استيراد البنزين من الخارج تسير بشكل منتظم، وأن هناك ناقلتين بهما 66 مليون لتر بنزين، بواقع 33 مليون لتر لكل ناقلة، جارى تفريغ شحناتهما حاليا، موضحا أن إحدى الناقلتين قامت بتفريغ 10 مليون لتر في مستودع مصراتة، (يغذى المنطقة الوسطى والجنوبية)، والتابع لشركة البريقة المسؤولة عن إمداد محطات الوقود بالبنزين، بينما تتجه لتفريغ باقي كميتها في خزانات ميناء ومصفاة الزاوية النفطية (التي تغذى المنطقة الغربية والعاصمة) ثم ستتبعها الناقلة الأخرى. وشهدت محطات الوقود في العاصمة طرابلس، والتي تبلغ 30 محطة، على مدار اليومين الماضيين، ازدحام واضح من قبل المواطنين للتزود بالوقود. وأوضح الناطق الرسمي باسم شركة "البريقة للتسويق النفط" (حكومية) أن إحدى الناقلتين تعرضت لبعض التأخير، في تفريغ شحنتها بسبب سوء الأحوال الجوية مما تسبب في تأخر إمداد بعض المحطات بالوقود، وأدى إلى ازدحامها بالتبعية. وتعتمد ليبيا على 5 مصافى لتكرير النفط، ويغطى إنتاجها 30 % من احتياجات السوق المحلى، بينما تعتمد على الاستيراد لتغطية 70 % تقريبا من احتياجات البلاد. وتراجع حجم إنتاج المصافي الليبية من النفط على مدار الفترة الماضية لتعمل بنصف طاقتها تقريبا، بسبب تراجع إنتاج البلاد من النفط ليبلغ حجم ما تستهلكه المصافي حوالى 150 ألف برميل يوميا فقط، وذلك من 300 ألف برميل يوميا في السابق. وقال مصرف ليبيا المركزي في وقت سابق، إن قيمة دعم المحروقات في الميزانية العامة للدولة خلال العام الماضي، بلغت 12 مليار دينار تقريبا. ويكلف لتر البنزين الدولة الليبية نحو 1.25 دينار (91 سنت) بينما يباع بنحو 20 قرشاً (14 سنت). وكان وزير النفط الليبي بحكومة الإنقاذ الوطني الليبية (المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في طرابلس)، ما شاء الله الزوي، قال في تصريحات صحفية مطلع العام الجاري، إن 35% من الوقود المدعوم يهرب للخارج. وقدّر قيمة ما يتم تهريبه من محروقات بنحو 2.5 مليار دينار، بكميات تصل ما بين 300 و400 مليون برميل شهرياً. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).