قبل أيام، أصدرت محكمة "الأمور المستعجلة" بالإسكندرية حكمًا قضائيًا، يقضى في مجمله باعتراف قضائي بأحقية "الجماعة الإسلامية" في ممارسة عملها السياسي، وعدم وصفها أو إدراجها كجماعة إرهابية، كذلك الأمر بالنسبة لذراعها السياسي حزب "البناء والتنمية". واليوم قضت محكمة جنح الوراق المنعقدة في شمال الجيزة اليوم، بتبرئة سيد فرج، القيادي بحزب "البناء والتنمية" ببراءته وجميع المتهمين من جميع التهم المنسوبة إليهم، بعد أن تم اعتقاله في 17فبراير الجاري. وقال أحمد الإسكندراني، المتحدث باسم حزب "البناء والتنمية"، إن حزبه كان واثقًا من براءة فرج، لأنه لم يرتكب ما يستوجب محاكمته. وأوضح، أن "فرج من الناشطين في مجال التوعية بأهمية التمسك بالمنهج السلمي والابتعاد عن العنف، كما أنه صاحب جهود مشهود لها في تفعيل رؤية حزب البناء والتنمية في ضرورة التوافق على حل سياسي عادل للخروج بالوطن من أزماته الحالية، ولم شمل أبنائه بما يحفظ الحقوق ويلبي مطالب المؤيدين والمعارضين ويعلي الإرادة الشعبية ويحقق الأهداف النبيلة لثورة يناير من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، ويقدم مصلحة الوطن على كافة المصالح الشخصية والحزبية الضيقة". "الجماعة الإسلامية"، من جانبها، وصفت الحكم بالمنصف ولاسيما أنه يأتي بعد أيام من إتاحة الفرصة قضائيًا لها للممارسة العمل السياسي، مطالبة بالإفراج عن قيادتها الموجودين بالسجون كخطوة أولي نحو تحقيق توافق وحل سياسي للأزمة الحالية. في السياق ذاته، قال أحمد صبح، زعيم المنشقين عن "الجماعة الإسلامية"، إن "الجماعة لازالت ملتزمة بمصالحتها مع الدولة، ومازالت ملتزمة بمراجعتها الفكرية، وهذا هو الأساس الذي تستند إليه المحاكم حاليًا في تبرئة أفراد الجماعة". وعزا صبح في تصريح إلى "المصريون"، عدم تصنيف الجماعة ك"إرهابية" حتى الآن، باستنادها إلى المراجعات الفكرية، لافتًا إلى أن القادة التاريخيين للجماعة لايزالون ملتزمين بالمراجعات ومنهم الشيخ كرم زهدي والشيخ ناجح إبراهيم. وفى تعليقه، على الأحكام الصادرة لصالح الجماعة، أكد صبح، أن ذلك يعد نتاج مجهود المرحوم اللواء أحمد رأفت، الذي قاد المفاوضات بين الجماعة وبين الدولة في التسعينات ونتج عنها المصالحة مع الدولة التي لازالت سارية حتى الآن، مؤكداً أن الجماعة وقفت في وجه مبارك ووجدت أنها "على خطأ" وراجعت نفسها وهدمت أدبيتها جميعًا وأصدرت مراجعات فكريه.