"البراءة لنظام مبارك" عرض مستمر بعد مرور 4 أعوام على ثورة 25 يناير، تلك الثورة التي انفجر فيها غضب المصريين للمطالبة برحيل هذا النظام وبناء دولة جديدة أسسها العدالة والكرامة الإنسانية وراح على أثرها خير شباب الوطن بين شهيد ومصاب ليسطروا بدمائهم أملًا وفجرًا جديدًا للمصريين جميعا حتى لمن اعترضوا على الثورة. لم يكن يتخيل أحد أن من أفسدوا طيلة هذه العقود وسرقوا طموحات الشعب وآماله وأفقروه وجلبوا له الأمراض والأوبئة أن يخرجوا إلى الساحة مفتخرين بحكم البراءة الذي حصلوا عليه برئاسة زعيمهم الرئيس المخلوع حسنى مبارك في الوقت الذي سجن وقتل فيه معظم من قاموا بالثورة وحكم عليهم بأحكام قضائية. وكانت آخر حلقات مسلسل البراءة هو حكم محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء، ببراءة أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق في عهد المخلوع حسني مبارك، وحبيب العادلى وزير داخلية مبارك، في قضية اللوحات المعدنية ليكونا طليقين في الوقت الذي حكمت فيه محكمة جنايات القاهرة يوم الاثنين الماضى بسجن 24 شابًا من 3 إلى 5 سنوات على رأسهم الناشط السياسي علاء عبدالفتاح وأحمد عبدالرحمن 5 سنوات، لكل منهما في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مجلس الشورى". كما حُكم ببراءة سامح فهمى، وزير البترول الأسبق إبان حكم المخلوع "مبارك"، و5متهمين آخرين من قيادات قطاع البترول، في قضية تصدير الغاز للكيان الصهيوني، وهم حسين محمد عقل، ومحمود لطيف محمود عامر، وإسماعيل حامد إسماعيل كرارة، ومحمد إبراهيم يوسف، وإبراهيم صالح محمود، في ذات الأسبوع لتكتمل أحكام البراءة لمبارك ونظامه. وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة قضت ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير، واستغلال النفوذ الرئاسي، وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل. وقررت النيابة العامة سابقًا إخلاء سبيل زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، بعد التصالح في قضية "هدايا الأهرام" وفي "الكسب غير المشروع" بكفالة مالية 200 ألف جنيه. وسبقهم في حكم البراءة رجل الأعمال الشهير أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني النحل، وأحد أهم أركان نظام المخلوع ورئيس مجموعة شركات عز الصناعية، وتعتبر شركاته أكبر منتج للحديد في الوطن العربي، وفق آخر تقرير للاتحاد العربي للصلب، أثارت ثروته، كغيره من رجال النظام المصري السابق، جدلًا واسعًا في المجتمع المصري، حيث تعرض لكثير من الاتهامات بالفساد وتكوين ثروة طائلة. وقال أحمد إمام، المتحدث باسم حزب "مصر القوية"، إن "أحكام البراءة التي حصل عليها رجال نظام الرئيس الأسبق مبارك، وكان آخرهم رئيس وزرائه أحمد نظيف ووزير داخليته حبيب العادلي، تؤكد أن الثورة المضادة هي من تقود المشهد والدليل على ذلك أن نظام مبارك بالكامل خارج السجون والشباب الذين قاموا بالثورة يقبعون في السجون". وأوضح إمام، أنه "في الوقت الذي نشاهد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي يتحدث في حوار تليفزيوني عن أن هناك شبابًا مظلومين في السجون سيتم الإفراج عنهم، نفاجأ بأحكام قاسية تصدر ضد الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير بالسجن 5 سنوات لعلاء عبد الفتاح وغيره من الثوار". وهاجم محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، النظام الحالي بسبب استمرار مسلسل البراءة لكل رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال في تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر": "مرحلة البراءة خلاص، كل نظام مبارك براءة.. الحمد لله"، وتابع: "المرحلة الجاية هاتوا بقى نفس التهم ولبسوها لأحمد دومة والشباب.. دولة القانون".