أوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن توازنات القوى العالمية بدأت بالتغيّر، وأن المنظمات الدولية بحاجة إلى إصلاحات. جاء ذلك في كلمة بجامعة الأكاديمية الدبلوماسية الأذربيجانية بالعاصمة باكو، حيث أشار إلى أن المنظمات الدولية بقيت عاجزة أمام المشاكل العالمية، مضيفاً "الأممالمتحدة غير قادرة على منع وإيقاف الصراعات، والاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاحات". وتطرق جاويش أوغلو إلى التغير السريع في التوازنات بالعالم، وإلى ظهور قوى جديدة، مبيناً أن 50% من الإنتاج العالمي عام 2050 سيكون من قارة آسيا. وحول مسألة إقليم قره باغ الأذربيجاني والمحتل من قبل أرمينيا، قال جاويش أوغلو ، إن أرمينيا لم تخرج رابحة من عدم التوصل لحل بشأن الإقليم، مستذكراً عدم قدرة يريفان على توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بسبب ذلك، مبيناً أن مجموعة مينسك لم تجد حلاً لمسألة قره باغ منذ سنوات عديدة. جدير بالذكر أن أرمينيا تحتل إقليم قره باغ منذ عام 1992 إبان سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث سيطر الانفصاليون المدعومون من أرمينيا على الإقليم، وتمكنوا من اقتطاعه من أذربيجان، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص. ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، فإن المناوشات والتهديدات باندلاع الحرب ما زالت مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم. وبينما تهدد أذربيجان باستخدام القوة لاستعادة الإقليم في حال فشل المفاوضات، تؤكد أرمينيا استعدادها للرد بعنف في حال لجوء جارتها للحرب. وفي الشأن الأوكراني، أفاد الوزير التركي أن قرارا اتُخذ بوقف إطلاق النار مرتين في أوكرانيا من أجل إيجاد حل للأزمة شرقي البلاد، إلا أن هناك انتهاكات متواصلة له، منوهاً إلى أن الصراع الغربي- الروسي دفعت جورجيا فاتورته سابقاً واليوم تدفعه أوكرانيا. وتابع جاويش أوغلو " يمككنا أن ننتقد روسيا والغرب بخصوص أوكرانيا، وإن بقينا نتعامل مع بعضنا بعقلية الحرب الباردة إلى الآن، فإن حدود المشكلة لن نقتصر على أوكرانياوجورجيا". كما تطرق جاويش أوغلو إلى "الربيع العربي"، قائلاً "إن تونس شهدت انتخابات، إلا أن الوضع ليس مشجعاً قي البلدان الأخرى، فهناك نظام لا يستطيع إدارة سوريا، ويقوم بقتل شعبه بالأسلحة الكيميائية". وذكر جاويش أوغلو أن داعش ملأت الفراغ الذي تركه النظام السوري، مستذكراً اضطرار قرابة 12 مليون إنسان لمغادرة منازلهم في سوريا. أمّا فيما يتعلق باليمن، فلفت الوزير التركي إلى أنها تشهد حرباً مذهبية، وفوضى خطيرة.