عرفها التاريخ على أنها حشد للجيوش وأسراب الطائرات وأرتال الدبابات والرصاص المتناثر في الجهات، إنها "حروب التقليدية" والتي تكون عادة بين جيشين لدولتين متعاديتين ويكون متوقعًا نهايتها والمنتصر فيها عبر مجموعة من القوانين التي تحكمها، وما يترتب عليها من آثار سواء معاهدات أو سلام تفرضها الظروف والمنتصر على المهزوم. إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث في خطابه المتلفز إلى "المصريون" الأحد، عن أن مصر تواجه حربًا من نوع جديد وهي "حروب الجيل الرابع"، وشدد على ضرورة التوحد وتشكيل جيش عربي موحد لمواجهة الإرهاب المتصاعد ومواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتي من أبرزها حروب الجيل الرابع!! فما المقصود بحروب الجيل الرابع التي أكد السيسي عليها وعلى خطورتها؟ يقول حازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية، إن حروب الجيل الرابع جاءت بعد ثلاثة أجيال اختلفت من حيث التاريخ والعتاد وأعداد الجنود والأسلوب المتبع في القتال، مشيرًا إلى أن حروب الجيل الأول كانت تعتمد على الحرب التقليدية بين دولتين لجيشين نظاميين وأرض معارك محددة بين جيشين يمثلان دولًا في حرب ومواجهة مباشرة وكان سلاحهما السيف، ويختلف الجيل الثانى عن الأول في استخدامها النيران والدبابات والطائرات بين الجيشين. وأضاف حسنى ل"المصريون": "يأتى الجيل الثالث والذي عرف بالحروب الوقائية أو الاستباقية، وبحرب المناورات، وتميزت بالمرونة والسرعة في الحركة واستخدم فيها عنصر المفاجأة وأيضًا عملية إنزال خلف خطوط العدو". وتابع: "تميزت حروب الحروب الجيل الرابع عن باقي الأجيال السابقة التي عرفتها الولاياتالمتحدة خلال حربها على تنظيم القاعدة، وهي حرب أمريكية صرفة طُورت من قبل الجيش الأمريكي وعرفوها ب"الحرب اللا متماثلة"، حيث يحارب جيش نظامي جماعة راديكالية غير معروف أعدادها وعتادها". وانتقد أستاذ العلوم السياسية، تصريحات السيسي عن أن مصر تواجه حروب الجيل الرابع وأن على الدول العربية، مواجهته قائلاً: "كان يجب على السيسي التفسير أكثر، حيث إن حروب الجيل الرابع تعتمد على الوصول أولا لدوائر الحكم لكى تستطيع أن تواجه عدوك، وهو ما يتنافى مع داعش والتي أسست لها دولة الآن في سوريا والعراق، بعكس تنظيم القاعدة". من جهته، قال اللواء زكريا حسين، مدير أكاديمية ناصر العسكرية، إن "حروب الجيل الرابع تختلف عن كل حروب الأجيال السابقة، والتي كانت عادة تكون بين جيشين نظاميين يتبعان دولًا ويكون معروف عتادها وأعدادها وكذلك معروف نهاية الحرب بين الجيش، والتي ينتهي بانتصار أحد الجيشين على الآخر وما يلاحقه من معاهدات لوقف الحرب والسلام". وأضاف "أما حروب الجيل الرابع تكون بين جيش نظامي وبين عناصر راديكالية دينية متطرفة، كما تعتمد حروب الجيل الرابع على حرب العصابات مع الجيوش النظامية للدولة، إضافة إلى اعتمادها على أنها تكون غير معلوم أعدادها ولاعتادها". وأشار إلى أنه "عادة تحرك هذه الجماعات دول تريد خوض الحرب مع إحدى الدول ولكنها لا تدفع بجيشها إنما تعمل في خفاء عبر تمويل الجماعات ودفع أبناء نفس الدولة لمحاربة بعضهم عبر تسليح أحد الطرفين وإشعال الفتن بين الطرفين وحتى تقضى على الدولة، وتعتمد حروب الجيل الرابع على الإشاعات والتضليل وزرع الفتن". ووصف الخبير العسكرى، حروب الجيل الرابع ب"الصعبة" والتي تعتمد على معدات وقدرات خاصة، مشيرًا إلى أن حروب الجيل الرابع تحتاج لنفس طويل قد تطول لسنوات طويلة، لافتا إلى الحرب التي خاضتها من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الإرهاب والتي استمرت أكثر من 10 سنوات وانتهت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وعن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشكيل قوة عربية موحدة خلال كلمته، قال حسين: "دعوة الرئيس شيء وقبولها من جانب الدول العربية شيء آخر، حيث إن الدول العربية سياستها مختلفة من دولة لأخرى"، لكنه توقع قبول الدول العربية دعوة السيسي لتشكيل قوة موحدة، حيث الإرهاب طال معظم الدول العربية.