طالب نائب حاكم ولاية أعالى النيل، شمالي جنوب السودان، أوير داو اقانج، منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف"، بتقديم اعتذار رسمي لحكومة الولاية إثر تقديمها تقريرا عن اختطاف 89 تلميذا من قبل مسلحين مجهولين بالولاية. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم، قال اقانج إن "التقرير الذي نشرته المنظمة أمس السبت عن اختطاف أكثر من 89 تلميذا من قبل قوة مسلحة غير صحيح"، مضيفا أن "منطقة واو شلك هي المنطقة الوحيدة التي لجأ إليها المواطنون عند اندلاع الحرب في المدينة، فكيف نقوم بتشريدهم مرة أخرى". وأضاف إن "المنظمة لم تستعن بالحكومة في تقريرها". ومضى قائلا إن "تقرير المنظمة لا يستند على أدلة منطقية" متابعا: "هؤلاء الأطفال هم أطفالنا، دعك عن هذه المنظمات التي تدعي اهتمامها بهم". وقال إن "هذا ليس من سلوكنا كجنوبيين أن نقبض على أطفالنا كي نقوم بتجنيدهم في الجيش". من ناحية أخرى، نفى واو أقودينق، محافظ مقاطعة (ماكال) المنطقة التي تتبع لها قرية (واو شلك) المذكورة في تقرير يونيسف، صحة التقارير التى تناقلتها وسائل الإعلام العالمية والمحلية باختطاف أطفال من مدرسة بواو شلك التابعة للمقاطعة. وقال المحافظ، في تصريحات له، إن "المقاطعة سوف تفتح بلاغا ضد المنظمة التى قامت بنشر هذا التقرير"، مؤكدا أنه متواجد داخل مدينة واو شلك وأن المدينة "آمنة وتسود فيها حركة المواطنين بصورة عادية، وأن المدارس في المقاطعة مفتوحة"، مشيرا إلى أن "الأطفال ملتزمون بمواصله تعليمهم". واتهم المحافظ جهات لم يسمها ب"محاولة إشانة سمعة الولاية خاصة مقاطعة ماكال"، مردفا أن "من قدموا التقرير ربما لا يعرفون أين تقع مدينة واو شلك بالتحديد"، على حد قوله. وأمس السبت، قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة والأمومة "يونسيف" إن ما لا يقل عن 89 تلميذا، بعضهم أقل من 13 عاما، تم اختطافهم على يد مسلحين بالقرب من ملكال، في ولاية أعالي النيل، شمالي "جنوب السودان". منذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام الرئيس لمشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير. وفي مطلع فبراير الجاري، وقّع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق ريك مشار الذي يقود المتمردين اتفاقًا مبدئيًا في أديس أبابا، ل"تقاسم السلطة ووقف كافة العدائيات" لإنهاء الأزمة الدائرة في بلدهما منذ أكثر من عام، على أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين لاستكمال القضايا التفصيلية للاتفاق النهائي في 20 فبراير/شباط الجاري.