نظمت جمعية الأكاديميين الأذريين بالنمسا (غير حكومية) وقفة بميدان شتيافنس بلاتس بوسط العاصمة فيينا، يوم السبت، إحياءً للذكرى ال 23 للمجزرة التي ارتكبها الأرمن في منطقة جودشالي الأذرية يوم 25 فبراير / شباط من عام 1992، وقتل فيها أكثر من 600 أذربيجاني. شارك في الوقفة عدد من أبناء الجالية الأذرية بالنمسا رفعوا علم بلادهم ولافتات باللون الأحمر تنديداً بالمجزرة وشعارات تطالب بالقصاص ممن ارتكبوها. شملت الوقفة مائدة معلومات تحوي كتيبات واسطوانات مدمجة للتعريف بالقضية. وعائدا بالذكريات إلى الوراء، قال إلفين سليمانوف، رئيس الجمعية، والذي كان مشاركا في الوقفة، إن المجزرة تم تنفيذها بواسطة الأرمن وبدعم من النظام الأرميني ليل 25 و 26 فبراير / شباط 1992، وخلفت 613 شهيداً بينهم 106 نساء و83 طفلاً و 70 من كبار السن، مضيفا أن المجزرة خلفت 487 معاقا، فيما تم جر 1275 شخصا للمعتقلات، ولا يعرف مكان 150 منهم حتى الآن. وفي حديث مع وكالة الأناضول، طالب سليمانوف ب"ضرورة القصاص من المجرمين وتقديمهم للمحاكمة"، لافتا إلى أن منظمة حقوق الإنسان الدولية وصفت مذبحة جودشالي بأنها "الأبشع في تاريخ الصراع بين أرمينياوأذربيجان". وأوضح في هذا الصدد أن عدد كبيرا من الجثث، التي نجمت عن المجزرة، كانت مقطوعة الرأس حيث تم التمثيل بالجثث، مشيرا إلى أنه حتى النساء الحوامل لم يسلمن من العنف. وذكر أن "القوات المسلحة الأرمينية، التي كانت مرابطة في مدينة خانكندي بإقليم قره باغ، غرب أذربيجان، في ذلك الوقت، قامت بمساعدة فوج من الأرمن مسلح بمعدات عسكرية ثقيلة في تنفيذ هذه المذبحة التي تعتبر من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في القرن الماضي". وواصل أنه تم اغتصاب عدد كبير من النساء والفتيات، وتم تصفية 6 عائلات كاملة، وأصبح 25 طفلاً بلا والدين وفقد 130 طفلا أحد والديه. طالب بضرورة عودة إقليم قره باغ للوطن الأمم، أذربيجان، والذي اغتصبه الأرمن وضموه لجمهورية أرمينيا قبل أن يعلن استقلاله. جدير بالذكر أن أرمينيا تحتل إقليم قره باغ منذ عام 1992 إبان سقوط الاتحاد السوفييتي، حيث سيطر الانفصاليون المدعومون من أرمينيا على الإقليم، وتمكنوا من اقتطاعه من أذربيجان، في حرب دامية راح ضحيتها حوالي 30 ألف شخص. ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، فإن المناوشات والتهديدات باندلاع الحرب ما زالت مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم. وبينما تهدد أذربيجان باستخدام القوة لاستعادة الإقليم في حال فشل المفاوضات، تؤكد أرمينيا استعدادها للرد بعنف في حال لجوء جارتها للحرب.