أثر تذبذب أسعار النحاس في السوق الدولية على إيرادات زامبيا وجعل اقتصادها أكثرعرضة للمخاطر. وقال الأمين العام للحكومة في زامبيا رولاند مسيسكا لوكالة الأناضول إن انخفاض أسعار النحاس أصبح يشكل مصدرا للقلق على نحو متزايد.. رغم أننا نبيع كميات كبيرة، إلا أن السعر ليس مربحا كما نرغب... هذا ليس جيدا بالنسبة لاقتصادنا الصغير". وأوضح أن سعر النحاس يبلغ حاليا نحو 5500 دولار للطن، ويشكل النحاس 80 % من إيرادات العملة الصعبة لزامبيا ويعتبر المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في البلاد. وقال وزير المالية والتخطيط الوطني في زامبيا ألكساندا شيكواندا إن إنتاج البلاد السنوي من النحاس يقل بنحو ضئيل عن 1.5 مليون طن. وفقا ل شيكواندا، صدرت زامبيا 981.340 ألف طن من النحاس في عام 2013، بارتفاع 11.3% عن الكميات المصدرة 882.095 ألف طن في عام 2012. وقال إن حصيلة صادرات النحاس السنوية لعام 2013، بلغت 6.941 مليار دولار بارتفاع 10.3% عن 6.294 مليار دولار في عام 2012. وأبدى شيكواندا أسفه إزاء تراجع صادرات النحاس بسب انخفاض أسعاره في السوق الدولية. وقال "نأمل ألا يستمر انخفاض أسعار النحاس لفترة طويلة، لأن العالم متحد لإيجاد حل دائم لانخفاض الأسعار". وأضاف " الحكومة تعمل حاليا على اتخاذ تدابير لضمان تدفق مستمر للاستثمارات، ولضمان ألا يؤثر استمر تراجع أسعار النحاس على اقتصادنا" دون الخوض في تفاصيل. تحديات وقال مسيسكا، في ظل تراجع أسعار النحاس، فإن شركات التعدين دفعت أكثر من 800 مليون دولار ضرائب القيمة المضافة. وأضاف أن بعض الشركات تدعو إلى إلغاء نظام الضرائب الجديد، قائلا إن السوق لم تعد مواتية لمثل هذه الضرائب. وأضاف مسيسكا لوكالة الأناضول "هذا التغيير المفاجئ للأحداث في الماضي القريب أصبح حاليا مؤسفا للغاية للبلاد، وخاصة أن بعض شركات التعدين قد بدأت خفض ضخ مزيد من الاستثمارات لأن المناجم لم تعد تحقق أرباحا.. في نهاية المطاف .. هذا الأمر سيؤثر على الأرباح والتوظيف". ويوافق ستيف دين، الرئيس التنفيذي ل "كونكولا كوبار ماين" على هذا الرأي. وقال دين إن الانخفاض الحاد في أسعار النحاس في السوق الدولية، إلى جانب الإتاوات العالية على المناجم التي تفرضها الحكومة، من شأنه أن يؤدي إلى فقدان أعداد كبيرة من الوظائف في قطاع التعدين، مما يؤثر على معيشة عدد كبير من الناس. وأضاف دين لوكالة الأناضول :" تراجع الشركة عملياتها في ضوء انخفاض أسعار النحاس واسترداد ضريبة القيمة المضافة، بما في ذلك تغيير نظام الإتاوات". وأبدى أسفه " هذا الأمر سيكون له تأثير كبير على الناس الذين سيفقدون وظائفهم عندما نبدأ في تنفيذ خططنا". وتعهد الرئيس المنتخب حديثا في زامبيا إدجار لونجو بأن حكومته لن تتسامح مع تسريح عمال المناجم نتيجة لانخفاض أسعار النحاس. وقال إدجار في بيان حديث "إن مشكلة انخفاض أسعار النحاس في السوق الدولية ليست فريدة من نوعها لزامبيا.. لذلك لا أرى سببا لماذا تروج بعض شركات التعدين فكرة تسريح العمال". وأضاف: " أحذر تلك الشركات أن حكومتي لن تتسامح مع شركات التعدين بشأن إغلاق المناجم نتيجة لانخفاض أسعار النحاس". وقال يوسف دوديا الخبير الاقتصادي المقيم في لوساكا، إن انخفاض أسعار النحاس يضع المزيد من الضغوط على الحكومة من حيث تقديم الخدمات العامة. وأضاف دوديا لوكالة الأناضول " نتيجة لانخفاض أسعار النحاس، فإن الحكومة ستواجه مشاكل في الاستثمارات الاجتماعية مثل القطاعات الحيوية في مجالات التعليم والصحة". وفقا ل دوديا، رئيس جمعية تنمية القطاع الخاص في زامبيا، أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون أزمة الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الركود الاقتصادي. ( أعده للنشرة العربية: حسين عباس)