أكد خبراء عسكريون أن صفقات الأسلحة التي توقعها مصر مع الجانب الروسي لن تؤثر على علاقة مصر بالولاياتالمتحدةالأمريكية بل ستجعل هناك نوعًا من المنافسة بين الدول وبعضها لتوفير الأسلحة لمصر، مما يعود بالنفع علينا بجانب أنه سيتم تطوير الأسلحة الموجودة لدينا وتوفير أنواع متطورة وحديثة مناسبة لنا. وأشار اللواء محمد على بلال، الخبير العسكري، إلى أن الصفقات العسكرية التي يقوم بها حاليًا الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تعني تسليح مصر للحرب، بل تعني أن يتم تطوير الأسلحة المتواجدة حاليًا وإصلاح التالف منها وتوفير قطع الغيار الخاصة بها، بجانب توفير أنواع حديثة وجديدة من الأسلحة لنستطيع مواكبة التطورات في عالم الأسلحة. وأضاف "أننا منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كنا نعتمد على التسليح الشرقي خاصة من روسيا قبل أن نتجه إلى استيراد الأسلحة من الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأكد بلال أنه ليس معنى أن نوقع عقودًا لاستيراد وتطوير الأسلحة في مصر مع روسيا، أن نعتمد عليها فقط في التسليح بل إننا سنظل نتعاون مع الجانب الأمريكي، وهو ما يؤكد أن مصر مستقلة ويعطيها القوة بين مصاف الدول وهذا ما أكده زيارة الوفد الأمريكي والذي أرسله الكونجرس قبل زيارة بوتين بعدة أيام، تأكيدًا على أن الولاياتالمتحدة تخشى أن تبتعد مصر عن التعاون معها بجانب الوفد البريطاني أيضًا الذي زار مصر منذ عدة أيام. بينما أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن عقد الأسلحة الذي سيتم توقيعه مع روسيا سيعطينا الفرصة لاختيار ما هو أفضل وما يتناسب معنا بصورة أكبر وسيكون هناك نوع من أنواع التنافس بين الدول وبعضها ويصب في النهاية لمصلحة مصر في اختيار الأفضل لها. وأكد الخبير العسكري أن مصر بين مصاف الدول بعدة أشياء وتوفير التسليح الروسي لها مهم ولكن وضع مصر بين دول العالم لا يحتاج التسليح الروسي لإثبات قوتها وتواجدها. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة من المفروض ألا تتأثر بالتسليح الروسي لمصر، فالمجال مفتوح لكل مَن يريد التعاون مع مصر ومن يرفض فسيكون هو الخاسر. وكان بوتين وصل مساء الاثنين إلى مصر وكان السيسي في استقباله على أرض المطار، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح سابقًا بأنه اتفق مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على توسيع التعاون في مجال تصدير الأسلحة إلى مصر، إلى جانب دراسة إنشاء مركز لوجيستي مصري على سواحل البحر الأسود. وقدر مسئولون عسكريون روس، صفقة الأسلحة بنحو أربعة مليارات دولار، وأنها تشمل طائرات مقاتلات طراز "ميج 29"، وأنظمة للدفاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات. وكشفت وسائل إعلام روسية وأمريكية آنذاك أنه حال إتمام صفقة تصدير الأسلحة الروسية إلى مصر ستكون الأضخم منذ إنهاء الرئيس المصري الراحل أنور السادات التعاقدات مع شركات الأسلحة الروسية والاتجاه غربًا نحو الشركات الأمريكية في العام 1977. وكانت روسيا بصدد تزويد مصر بصواريخ وطائرات ميغ في صفقة أسلحة تصل قيمتها لثلاثة مليارات دولار. وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن روسيا ترتبط بعقود أسلحة مع مصر تبلغ 3.5 مليار دولار، بما فى ذلك طائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ دفاع جوى وغيرها من الأسلحة. ونقلت وكالة "الأسوشيتدبرس" الأمريكية، عن زميلتها الروسية، قولها إن مصر واحدة من أوائل المشترين الأجانب لنظام صواريخ الدفاع الجوى المتطورة Antei-2500 البعيدة المدى، وأن القاهرة وموسكو ترتبطان بعقود أسلحة تبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار.