وقعت مصر وروسيا عقوداً بالأحرف الأولى لشراء أسلحة بأكثر من 3 مليارات دولار تتضمن شراء طائرات قتالية من طراز «ميج - 29 إم 2» وأنظمة صاروخية دفاعية مضادة للطيران ومروحيات مقاتلة من طراز «إم آى - 35» وانواع مختلفة من الذخائر والأسلحة الخفيفة، بحسب صحيفة «فيدوموستي» الاقتصادية الروسية أمس. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر داخل صناعة الدفاع الروسية إن السعودية والإمارات سيقومان بتمويل هذه الصفقة الضخمة التى تم توقعيها خلال زيارة وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى لموسكو أمس الأول. وكان بيان مشترك عن اجتماع «2 + 2» الذى ضم إلى جانب السيسى وفهمى كلا من وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ووزير الدفاع سيرجى شويجو قد أشار إلى أن البلدين سيسرعان «التعاون العسكرى التقني»، من دون المزيد من التفاصيل. وروسيا، احد اكبر مصدرى الاسلحة فى العالم، تأمل فى تعزيز تعاونها العسكرى مع مصر، شريكتها منذ فترة الاتحاد السوفياتي، على خلفية برودة العلاقات بين القاهرةوواشنطن. ونقلت صحف روسية عن مصادر قولها إن الصفقة بين مصر وروسيا تتضمن توفير التدريب على الأسلحة الجديدة مما سيعنى عودة الوفود العسكرية المصرية للتدريب فى المدن الروسية بعد قطيعة استمرت أكثر من 40 عاماً. وذكرت صحيفة «ناشونال بوست» الكندية، أن صفقة الأسلحة تعتبر أكبر صفقة أسلحة منذ الحرب الباردة تقوم مصر بالتفاوض عليها مع روسيا بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتجميد مساعدات عسكرية لمصر خلال أكتوبر الماضي.ونقلت الصحيفة عن رسلان بوخوف عضو المجلس الاستشارى لوزارة الدفاع الروسية قوله إن الصفقة تتضمن طائرات «ميج 29» المقاتلة، وأنظمة دفاع جوى، وصواريخ مضادة للدبابات ومروحيات مقاتلة من طراز «كاموف-25» و»مي-28» و»مي-25» ونظم دفاع جوى وصواريخ «كورنيت» مضادة للدبابات.. وأضاف المسئول الروسى أن مصر تتطلع الآن للحصول على أنظمة الدفاع الروسية قصيرة وطويلة المدى مثل «بوك إم 2» و «تور إم 2» وبانتسير - إس 1». قال روسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات الروسى إنه يعتقد أن المصريين سيركزون اهتمامهم على شراء نظم دفاع جوى حيث أن هذا موضوع أقل حساسية. وأضاف :» قد يبدى المصريون كذلك اهتماماً بنظم القتال القريب على سبيل المثال منظومة (كورنيت) الصاروخية المضادة للدروع ومنظومة (كونكور) الصاروخية المضادة للدبابات. وكان الاتحاد السوفيتى أهم مزود للأسلحة لمصر خلال الستينيات ومطلع السبعينيات. لكن التعاون بين الطرفين تراجع بعدما وقعت مصر واسرائيل معاهدة سلام وبدأت القاهرة تتلقى مساعدات كبرى من الولاياتالمتحدة. وزودت الولاياتالمتحدة الجيش المصرى بمساعدات عسكرية بمليارات الدولارات منذ توقيع اتفاق السلام مع اسرائيل عام 1979، بهدف ضمان تطبيق الاتفاق واعطائها الأولوية فى عبور قناة السويس ودعم القاهرة فى الحرب على الإرهاب. وأعلنت الولاياتالمتحدة رسمياً فى 10 أكتوبر الماضى تجميد جزء من مساعدتها لمصر . وفى هذا السياق، قال ميكائيل دانى المحلل فى معهد»كارنيجي» للسلام الدولى إن روسيا لن تقدم السلاح مجاناً لمصر كما تفعل الولاياتالمتحدة مما تطلب دعماً خليجياً لصفقة الأسلحة. وصفقة السلاح بين مصر وروسيا تبرز أهميتها فى أنها تجيء بعد أقل من 3 سنوات من فقدان موسكو عقود تسليح بعشرات المليارات من الدولارات بعد الإطحة بنظام معمر القذافى فى ليبيا. ووفقا للبيانات المتاحة فإن روسيا قامت ببيع أسلحة تبلغ قيمتها نحو 8٫5 مليار دولار لدول الشرق الأوسط خلال الفترة من 2008 إلى 2011 ، فيما وردت أمريكا أسلحة بقيمة 21٫8 مليار دولار فى الفترة نفسها. وعلى صعيد نفسه، قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى إن تضارب السياسة الامريكية تجاه مصر منذ عزل محمد مرسى أدى الى جعل القاهرة مفتوحة أمام عروض السلاح من دول أخرى . واعتبر المعهد - فى تقرير أمس - أن حجب المساعدات العسكرية الامريكية عن مصر - فى الوقت الذى يواجه فيه الجيش المصرى خلايا إرهابية كبرى فى سيناء وتهديدات أمنية خطيرة على الحدود - أدى الى التقارب الحالى بين مصر وروسيا. وأشار التقرير إلى أن صفقة السلاح المصرية مع روسيا لم يتم التوقيع عليها خلال زيارة المشير السيسى خلال الاسبوع الماضى، وأنه يمكن إستكمالها خلال الاجتماع المقبل فى موسكو المقرر فى 28 مارس المقبل.