دعا منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، جيمس رولي، اليوم الثلاثاء، إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وإعادة إعمار ما خلّفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وفتح معبر رفح البري. وقال رولي، في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الشفاء الطبي، بمدينة غزة، اليوم، إنّ "الحصار المفروض على قطاع غزة، أثر بشكل كبير على الخدمات الصحيّة والإنسانية". وأضاف أنه "يجب رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، للسماح بتقديم الخدمات الصحية والطبيّة، وإنهاء معاناة المرضى"، داعياً السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح البري، ل"تمكين المرضى من الخروج إلى العلاج، وإدخال المساعدات الطبيّة". وطالب المسؤول الأممي، الدول التي وعدت بتمويل إعادة إعمار ما خلّفته الحرب الإسرائيلية بالإيفاء بالتزاماتها، قائلاً: "على المنظومة الدولية التي وعدت بتمويل إعادة الاعمار أن تفي بوعودها، وتحولها لالتزامات". ومنذ فوز حركة حماس، التي تعتبرها إسرائيل منظمة "إرهابية"، بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض تل أبيب حصارًا برياً وبحرياً على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تشكيل حكومة توافق وطني في 2 يونيو/ حزيران الماضي. وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، في يوليو/تموز 2013 وما أعقبه من هجمات استهدفت مقار أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود. وشنت إسرائيل في السابع من يوليو الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في القطاع، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366. ووفق بيانات أممية فإن هذه الحرب تسببت بتشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما ما زال نحو 15 ألف نازح يقيمون في المدارس التابعة ل"أونروا" ويتخذونها كمراكز "إيواء". وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً سيخصص لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب الأخيرة، لم يبدأ بعد.