قال روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، إن عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي في القطاع، خلق شكوكا لدى الدول المانحة حول إمكانية إصلاح ما دمّرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، الأمر الذي دفعها لتعليق مساعداتها المالية التي خصّصتها ل"الإعمار"، خلال مؤتمر القاهرة "لإعادة الإعمار". وأضاف تيرنر، خلال لقاء جمعه مع صحفيين فلسطينيين نظّمه المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، اليوم الأربعاء:" عدم وجود استقرار أمني وسياسي في قطاع غزة، أدى إلى خلق شكوك لدى المانحين حول امكانية نجاح عملية إعادة الإعمار والوصول إلى استقرار". وتابع قائلاً:" الدول المانحة تريد إعمار مع استقرار، فلا يمكن تقديم أموال لمشاريع إعمارية ومن ثم التوجه نحو صراع مسلّح جديد داخل القطاع، ذلك دفعها لوقف التزاماتها المالية، الأمر الذي أدى إلى تعليق مساعداتنا ". وكانت وكالة "أونروا"، قد أعلنت الأسبوع الماضي، وقف تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين للمدمرة بيوتهم في قطاع غزة، "بسبب نقص التمويل". وذكر تيرنر أن تعليق مساعدات الأونروا المقدمة لمتضرري الحرب في قطاع غزة، جاء بعد نفاد الموارد المالية المخصصة لهم، مشيراً إلى أن تعليق المساعدات كان "خياراً إضطرارياً". وبيّن أنه لا يوجد رقم دقيق حول المبلغ الذي وصل "أونروا" من إجمالي المبلغ الذي وعدت به الدول المانحة في مؤتمر القاهرة، لإعمار غزة، مؤكداً أن الدول التي أوفت بالتزاماتها المالية هي "السعودية وألمانيا" فقط. وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريبا سيخصص لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب الأخيرة، لم يبدأ بعد. ولفت تيرنر إلى أن "أونروا" حذّرت منذ ديسمبر/ كانون أول الماضي، من نفاد الأموال المخصصة لمتضرري الحرب، والمخصصة كبدل ل"الإيجار"، لكن لم يتم تقديم المزيد من الأموال لاستئناف المساعدات. وفي ذات السياق، أعرب تيرنر عن قلقه من عودة الصراع المسلّح في قطاع غزة خلال الأشهر القادمة. وتابع: "المصالحة في قطاع غزة لا تتحسن، والوضع السياسي، والأمني يتدهور، كما أن الوضع الاقتصادي سيء، إذا لم يتغير هذا الوضع، سيكون هناك صراع مسلح خلال الأشهر القريبة". ويرى تيرنر أن البدء الحقيقي بإعادة إعمار قطاع غزة قد يؤجل أي صراع مسلح في قطاع غزة إلى سنوات أخرى، لافتاً إلى أن بقاء هذه المعاناة كما هي عليه سيؤدي إلى "تعجيل هذا الصراع"، حسب قوله. وأضاف:" الجميع قال، بدءاً من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إذا لم يتم حل الأسباب التي أدت إلى صراع 7يوليو/ تموز المنصرم، يمكن أن يعود القطاع لذات الصراع". وأكد في حديثه أن "أونروا" تعمل جاهدةً على رفع زيادة الوعي لدى الدول المانحة حول تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، للفت أنظارها ودفعها للإيفاء بالتزاماتها المالية. وبيّن تيرنر أن "أونروا" "لا نستطيع أن ترفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي، أو تحقيق المصالحة الفلسطينية ". وفي بيان سابق لها أشارت"أونروا" إلى أنها حصلت على 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليون طلبتها أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة، محذرة من نزوح أصحاب المنازل المدمرة مجددا، بسبب نقص التمويل. ووفق بيانات أممية، فإن الحرب تسببت بتشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما ما زال نحو 15 ألف نازح يقيمون في المدارس التابعة ل"أونروا" ويتخذونها كمراكز "إيواء". وشنت إسرائيل في السابع من يوليو الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.