علمت "المصريون" أن الولاياتالمتحدة طالبت مصر بتقديم ضمانات لعدم تكرار حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية أو سفارة أخرى في المستقبل، ملوحة بفرض عقوبات على مصر في حال عدم نجاحها في تأمين الحماية للبعثات الأجنبية على أراضيها. مع ذلك أبلغت واشنطنالقاهرة ميلها إلى التهدئة وعدم رغبتها في تصعيد الأزمة، في ظل الترتيبات الأمنية الجارية لتعديل بعض البنود اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وتوفير الأجواء لإنجاح جولات التفاوض التي تتم برعاية أمريكية. وطالبت واشنطن كلاً من القاهرة وتل أبيب بتنسيق أمني رفيع المستوى للحفاظ على الأمن بالمنطقة الحدودية والحيلولة دون تفجر الأوضاع، بعد أن خيمت أجواء من التوتر على العلاقات بين الجانبين إثر مقتل ستة جنود مصريين في إطلاق نار على الحدود بين مصر وإسرائيل. وكانت إسرائيل تسعى لتدويل مسألة اقتحام السفارة الإسرائيلية، إلا أن واشنطن فضلت أن يتم معالجة القضية في إطار ثنائي أو ثلاثي، لأن أمرًا كهذا سيكون له تداعيات سلبية على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وقد يلحق ضررا بالغا بالطرف الإسرائيلي، باعتباره الأكثر انتهاكا للاتفاقية خلال السنوات الأخيرة. من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ل "المصريون"، أن طلب واشنطن من القاهرة ضمانات لحماية السفارات يعكس قلقا أمريكيا شديدا من احتمالات تكرار هذا السيناريو ضد سفارتها رغم التحصينات الشديدة المحيطة بالسفارة. وقال إن واشنطن رفضت طلبا إسرائيليا بتدويل قضية اقتحام السفارة الإسرائيلية، الأمر الذي يعكس رغبتها في استمرار هيمنتها كراعي لهذه العلاقات دون تدخل طرف ثالث في هذه العلاقات. وأوضح أن واشنطن تدخلت لعدم تصعيد التوتر وهو ما ظهر في لهجة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في رد الفعل على الحادث بالرغم من الضغوط الشديدة التي مورست عليه من قبل أطراف فاعلة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.