أشاد مسؤول إغاثي لبناني، معني بإغاثة اللاجئين السوريين في بلاده، بدور تركيا في الملف الإغاثي على أراضيها وخارجها، معتبرا أنها تقدم "خدمات عالية" لكل الإنسانية وليس للمسلمين فحسب. وقال الشيخ أحمد العمري، أمين عام اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، في حديث مع "الأناضول"، البارحة الخميس، على هامش انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد في مدينة اسطنبول أن "تركيا اليوم بدأت تحتضن قضايا ليس المسلمين فحسب، بل هي تقدم خدمات عالية جداً للإنسانية جمعاء من خلال قيم الحضارة والأخلاق والعدالة ونصرة المظلوم، ومد يد العون للضعيف وإغاثة الملهوف". وأوضح أن اختيار الاتحاد لتركيا للعام الثاني على التوالي، لعقد مؤتمره الخاص بدراسة أوضاع اللاجئين السوريين، يأتي "نظرا لهذا الدور التركي الهام، والترحيب الذي نلقاه من قبل الدولة التركية، والمنظمات والهيئات الخيرية والإنسانية هنا، وعلى رأسهم هيئة الإغاثة التركية IHH". وأكد أن لبنان بالرغم من أنه بلد صغير من الناحية الجغرافية، إلا أنه كبير بأهله وشعبه، الذي يكون دائماً سباقا بتقديم يد العون لكل من يلجأ إليه"، لافتاً الى أن اللبنانيين "يتحملون اليوم أعباء كبيرة جراء نزوح أعداد كبيرة من السوريين". وأشار الى أن لبنان "يتحمل حاليا أعباء، أصبحت خارج حدود المعقول جراء هذه الأزمة، نتيجة وجود أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه". وأضاف أن "الأوضاع في لبنان والأزمات السياسية والأمنية، التي تعصف به نتيجة اختطافه من قبل دول إقليمية، تريد أن تعبث بساحتها اللبنانية، ولا تريد أن يكون في لبنان دولة قوية". وأكد أن اللاجئين السوريين "تجاوز عددهم في لبنان ثلث عدد الشعب اللبناني"، مشيرا الى أنهم "يعانون من نقص حاد في المجال الصحي والتعليمي والعديد من المجالات الأخرى". وأضاف أن "اللبنانيين أصلا يئنون تحت وطأة أزمات إقتصادية وصحية وأمنية وسياسية، وفوق هذا كله تأتيه أزمة اللاجئين الضخمة والخطيرة"، مشددا على "ضرورة تنسيق الجهود مع كافة المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية للقول لهم أن لبنان يحتاج لمؤازرتكم ومساعداتكم". وتابع "نحن كلنا أمل في الدول التي تقدم ولا تبخل وعلى رأسهم تركيا"، مشيدا ب"التقديمات الضخمة التي تقدمها تركيا للاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها والتي فاقت 5 مليار دولار أمريكي". هذا، وقد انطلق أمس الخميس في مدينة إسطنبول، المؤتمر الثالث لدراسة أوضاع اللاحئين السوريين في لبنان، بدعوة من اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، برعاية مؤسسة قطر الخيرية، وهيئة الإغاثة التركية IHH، تحت شعار: "إغاثة، تنمية، ريادة"، وأعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الخيرية "يوسف الكواري"، في كلمته أن "قطر الخيرية خصصت 4 ملايين دولار؛ لدعم وتمويل مشاريع اتحاد الجمعيات الإغاثية اللبنانية، وخصصت 2 مليون دولار؛ لتعزيز مبدأ الشراكة مع باقي الشركاء، وفق المعايير الدولية المعمول بها"، وخلال جلسة الأمس انتقد النائب في البرلمان التركي، جمال يلماز دمير، "المجتمع الدولي، الذي يكتفي بمراقبة يراقب ما يحدث في سوريا دون عمل شيء". وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد بينت في تقرير لها، صدر قبل أكثر من شهر؛ أن لبنان يحتل المرتبة الثانية بين دول الجوار في استقبال اللاجئين السوريين، وذلك بعد أن هرب الآلاف إليه؛ إثر عمليات "التطهير الطائفي" في مدينة بانياس الساحلية، وقرية البيضا، وبعد المعارك القاسية في ريف حمص الغربي، في مدينة القصير، وما جاورها، وفي ريف دمشق في منطقه القلمون، وبلغ عددهم ما لا يقل عن 1.7 مليون لاجئ، من بينهم قرابة 570 ألف طفل، وما لا يقل عن 190 ألف امرأة. وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.