أصبح الانتماء السياسي تهمة يواجهها الكثير من الرياضيين، خاصة من ذوي الميول الإسلامية، ما يهدد مسيرتهم وقد يحرمهم من تمثيل أنديتهم أو منتخب بلادهم في الفعاليات أو المناسبات الرياضية. لم يقتصر الأمر عند هذه الحد بل وصل إلى اعتقال بعض الرياضيين والزج بهم في السجون بتهمة المشاركة في المظاهرات وتهمة الانتماء لجماعة "الإخوان المسلمين"، كما في حالة محمد يوسف، لاعب الكونغ فو. وتعود قصة يوسف إلى عام 2013 حين فاز في المباراة النهائية بدورة الألعاب القتالية لمنافسات الكونغ فو، التي أقيمت بمدينة سان بطرسبرج الروسية في أكتوبر 2013 وتوج خلالها بلقب بطل مصر والعالم لمنافسات الساندا لوزن 90 كيلوجرامًا، وخلال تلك المباراة رفع اللاعب علامة رابعة العدوية وأثناء تسلمه الميدالية قام بارتداء تي شيرت مطبوع عليه علامة رابعة تأكيدًا منه على تضامنه مع الشهداء. بعدها تم فصل اللاعب من منتخب مصر والاتحاد المصري للكونغ فو واحتجزت السلطات المصرية يوسف في المطار فور عودته من روسيا وخضع لتحقيق مطوّل قبل أن يخلى سبيله بعد سحب الميدالية الذهبية والمكافآت منه، كما شُطب اسمه من سجل اتحاد الكونغ فو المصري بطلب من وزير الرياضة آنذاك طاهر أبوزيد والمدير التنفيذي للاتحاد المصرى للكونغ فو اللواء جمال الجزار. وبعد أكثر من عام كامل، تم اعتقال يوسف من أحد الأكمنة المرورية بغرب الإسكندرية، وذلك عشية الذكرى الرابعة لثورة يناير، وتم اقتاده إلى قسم شرطة الدخيلة. واستمر التحقيق معه لنحو 7 ساعات متواصلة تعرض خلالها للكثير من الضغوط وتم توجيه بعض التهم له من أهمها المشاركة والتحريض على التظاهر ضد النظام الحاكم. وأعلن محمد يوسف، خلال التحقيقات، رفضه الكامل لكل الاتهامات الموجهة له، كما أعرب عن رفضه التام للاعتراف بأي تهمة منسوبة له. وبحسب أسرته، فإن محمد يوسف أعلن إضرابه عن الطعام نظرًا للمعاملة السيئة التي تعرض لها ولاعتقاله دون إدانة أو تهمة واضحة، وهو ما أسفر عن تدهور حالته الصحية وتم نقله إلى المستشفى العسكري برأس التين بعد حالة إغماء شديدة وحملت أسرته السلطات المسئولية الكاملة عن سلامته الجسدية والنفسية. ومن محمد يوسف إلى أحمد ماضي، لاعب الكونغ فو الذي يقبع حاليًا داخل السجن بسبب انتمائه السياسي. واعتقلت قوات الأمن ماضى من منزله، من "أبوحمص"، عشية الذكرى الرابعة للثورة في الرابع والعشرين من يناير. ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى حملة تحت عنوان "#انقذوا_ماضى" لمطالبة منظمات حقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ ماضي بطل الجمهورية فى "الكونغ فو" وبطل إفريقيا للألعاب الحرة من التعذيب بقسم شرطة مركز أبو حمص بالبحيرة . وأكدت أسرة ماضي، أن أنباء ترددت عن تعرض نجلها للتعذيب وتدهور عام بصحته، مطالبين منظمات حقوق الإنسان التدخل لإنقاذ "ماضي" من التعذيب والإعلان عن مكان احتجازه. ومن الكونغ فو إلى كرة القدم، حيث منعت جماهير المحلة اللاعب حمزة الجمل في 2013 من تدريب فريق غزل المحلة واتهامه بأنه منتم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" والمشاركة فى مظاهرات رابعة العدوية, ومن المخططين لقتل الثوار، على حد قولهم. وحثت الجماهير الشارع المحلاوى على التظاهر لرحيله عن النادى, لأنهم لن يسمحوا بوجود إخوانى بينهم يدير ناديهم. من ضمن اللاعبين الذين تعرضوا إلى اضطهاد بسبب ميولهم السياسية مهاجم النادي الأهلي أحمد عبد الظاهر، الذي تم إيقافه من اللعب الدولي لمدة عام كامل بسبب رفعه إشارة رابعة عقب إحرازه الهدف الثاني للنادي الأهلي في المباراة النهائية لكأس إفريقيا أمام أورلاندو الجنوب إفريقي كما أحاله النادي للتحقيق وتمت إعارته إلى فريق الأهلي الليبي.