طالب الحزب الشيوعي بمقاطعة ( أوبر أوسترايش) بالنمسا، بمنع مظاهرة ثانية لحركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة والمعادية للإسلام، المقرر لها يوم الأحد المقبل في مدينة "لينز" (160 كيلو متر شمال غربي العاصمة فيينا). وفي بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء النمساوية الرسمية "أ ب أ"، يوم الأربعاء، قال المتحدث باسم الحزب في المقاطعة ليو فورتلينر، "يجب منع المظاهرة بسبب أداء تحية هتلر وترديد الشعارات النازية المعادية للسامية، في المظاهرة الأولى يوم الاثنين الماضي بفيينا." من جانبه اعتبر حاكم مدينة لينز، كلاوس لوجر، إن مظاهرة ( بيغيدا) "لا داعي لها"، مؤكدا في الوقت نفسه احترامه لحق التظاهر. وقال لوجر: "ينبغي الاستفادة من الطاقات المختلفة في التماسك والوحدة بدلاً من التحريض وتوجيه الأحكام المسبقة." بدور أكد حزب الخضر، على ضرورة أن يعلن حزب الأحرار اليميني موقف محدد من حركة "بيغيدا" في النمسا. وطالبت المتحدثة باسم الحزب في المقاطعة "ماريا بوخماير" ومسؤولة نادي المرأة بالحزب، جيردا لينجر، رئيس حزب الأحرار بالنمسا العليا، مانفريد هايمبوخنر، بأن ينأى بحزبه وبنفسه عن "بيغيدا" بسبب ما حدث من أعضائها في مظاهرة فيينا، وخاصة أنه أعرب في يناير/كانون الثاني الماضي عن تعاطفه مع مظاهرات "بيغيدا" في ألمانيا. وقالت بوخماير: "إن تحالف القوى السياسية المختلفة ضد اليمين سيرسل إشارة قوية يوم الأحد القادم، ضد كراهية الأجانب ومن أجل التسامح في عالم مفتوح للجميع." ورفض حزب الأحرار في المقاطعة إبداء أي تعليق على المظاهرة. وكانت حركة "بيغيدا"، اليمنية المتطرفة نظمت مظاهرة مساء الاثنين الماضي بفيينا شارك فيها حوالي 300 عضو بحراسة 1200 رجل شرطة، كلفت ميزانية الداخلية 800 ألف يورو، حسب التقديرات الرسمية. وسبقها مظاهرة أخرى للتيارات اليسارية والمسلمين العرب مناهضة ل "بيغيدا" شارك فيها 5 آلاف شخص. وشهدت مظاهرة "بيغيدا" مواجهات مع التيارات اليسارية حيث تبادلا الشعارات والزجاجات الفارغة، لكن رجال الأمن نجحوا في فض المواجهات والمظاهرة بعد حوالي ساعة ونصف. وأعلن المتحدث باسم الحركة جورج إيمانويل ناجل استقالته من منصبه، مؤكدا أن أعضاء الحركة سيتواصلون عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". جدير بالذكر أن حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)؛ بدأت مظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء كل يوم اثنين؛ بنحو 350 مشاركا في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وزاد عدد المشاركين فيها بسبب هتافاتها المعادية للإسلام والمهاجرين، حيث شارك نحو 25 ألفا في المظاهرة – التي نظمتها في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، – كما شارك نحو 17 ألفا و300 شخص في مظاهرة يوم 25 من الشهر نفسه، وتوسعت أنشطة المنظمة لتشمل عدة بلدان أوروبية أخرى.