أدانت الأممالمتحدة، ودول غربية وعربية، يوم الثلاثاء، قيام تنظيم "داعش" بقتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقا. حيث أدان بشدة مجلس الأمن الدولي "جريمة القتل الواضحة التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ضد ضابط سلاح الجو الأردني معاذ الكساسبة". وأصدر المجلس بيانا مساء يوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك، حمل فيه تنظيم داعش "المسئولية عن آلاف الجرائم والانتهاكات ضد الناس من جميع الأديان والأعراق والجنسيات، ودون النظر إلى أي قيمة الأساسية للإنسانية". وأكد أعضاء مجلس الأمن على "ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأفعال الإرهابية الذميمة إلى العدالة، وعلى ضرورة محاسبة قتلة الكساسبة". كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيان له، مقتل الكساسبة، مضيفا "داعش منظمة إرهابية لا تقيم أي اعتبار للحياة البشرية". وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لصحفيين، بواشنطن، يوم الثلاثاء، إن تسجيل حرق الكساسبة - إن صح - فهو يظهر "وحشية" تنظيم "داعش. فيما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، في بيان صادر عن البيت الأبيض: "ندين بشدة أفعال داعش، وندعو إلى إطلاق سراح جميع من تأسرهم"، معربة عن "تضامن" بلادها مع حكومة الأردن والشعب الأردني. كما أدان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في بيان صادر عن الرئاسة، ما أسماه عملية "الاغتيال البربرية" التي تعرض لها الكساسبة، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني. فيما قال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء بلجيكا ديديي رايندرز، إن هذا القتل "مثير للاشمئزاز من قبل الجماعة إرهابية". وأضاف في بيان أن بلاده "ستواصل مشاركتها مع المجتمع الدولي لمكافحة هذا الإرهاب الهمجي"، املا في "ان يتم العثور القتلة على وتقديمهم إلى العدالة".
كما استنكرت مبادرة مسلمي النمسا (غير حكومية) قيام "داعش" بإشعال النيران في الطيار الأردني. واعتبر طرفة بغجاتي رئيس المبادرة في تصريحات لوكالة الأناضول، هذا التنظيم "الإرهابي هو العدو الأول للإسلام". وناشد وسائل الإعلام المختلفة عدم نشر الصور والفيديوهات الخاصة بهذه الجريمة "احتراما لكرامة الميت من ناحية وتفويت الفرصة على داعش لنشرها". كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في بيان له، ب "أشد العبارات الجريمة الشنعاء التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى في حق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة"، معتبرا "هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى". وعبرت الخارجية اللبنانية، عن إدانتها لمقتل الكساسبة، مؤكدةً في بيان لها "تضامنها الكامل مع المملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبا"، كما دعت إلى "توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية واعتبارها ترقى لمستوى الجرائم ضد الانسانية". فيما أدان المغرب "جريمة حرق الكساسبة" واصفا إياه ب "الحادث المعادي لكل القيم الإنسانية المدافعة عن حق الإنسان في الحياة". وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، إن المغرب يعرب عن "موقفه الثابت الرافض للإرهاب وتضامنه التام مع الأردن ودعمه مجهوداته الرامية إلى مواجهة آفة الإرهاب والتطرف". كما أدانت الحكومة السودانية مقتل الطيار الكساسبة، على لسان المتحدث باسم الخارجية السودانية يوسف الكردفانى، فى تصريحات صحفية، وصف فيها الحادثة ب "الجريمة البشعة والوحشية التى تتنافى مع قواعد وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف". الرئيس ، عبد الفتاح السيسي، أدان بدوره، مقتل الكساسبة، مؤكدا في بيان للرئاسة "مساندة مصر ووقوفها إلى الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، أعرب في وقت سابق عن إدانة بلاده "البالغة وبأشد وأقسى العبارات جريمة، قتل الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي". ووصف في بيان صادر عن الوزارة، عملية القتل، ب "العمل البربري الجبان والهمجي البشع، والذي يتناقض تماماً مع قيم الدين الاسلامي الحنيف ويخالف كافة الشرائع السماوية التي تحض على الرحمة وتصون القيم السامية وتعلي من حرمة النفس البشرية". فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إدانته لعملية الإعدام، مضيفا "لقد فضحت هذه الجريمة طبيعة الإرهابيين المريضة واللا إنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". ومضى قائلا: "شعبنا الفلسطيني وكل مواطن عربي وكل إسلامي وكل إنسان حر يستنكر بشدة ويدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء التي تخالف تعاليم ديننا الحنيف". بدورها أدانت قطر ب"شدة" مقتل الكساسبة حرقاً على "يد مجموعة إجرامية". وشددت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، على استنكارها لهذه الجريمة البشعة، واعتبرتها "عملاً إجرامياً يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية". وأعربت قطر عن "بالغ أسفها" لمقتل الطيار الأردني، كما عبرت عن تعازيها ومواساتها لذوي الطيار الكساسبة، مؤكدة على تضامن دولة قطر مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وشعبها. وفي الإمارات، أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ب"الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم الإرهابي " داعش " بحق الكساسبة. وقال في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن "هذه الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة ارهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة". أيضا أدانت البحرين "وبشدة" قتل الكساسبة الطيار، وعبرت عن استنكارها الشديد لهذه "الجريمة البشعة". واعتبرت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن هذه الجريمة "تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي ، والخطر المتزايد لجرائمه اللاإنسانية". وأكد البيان أن هذه الممارسات "البربرية" تتنافى تماماً مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية. كما أدانت الكويت، قتل الطيار الأردني حرقا، واصفة إياها ب"الجريمة النكراء". ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للجريمة الدنيئة البشعة التي اقترفها تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف المصدر أن "هذه الجريمة النكراء وما سبقها من جرائم كان آخرها مقتل الرهينتين اليابانيتن تؤكد وحشية هذا التنظيم المارق وبعده التام عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف السمحاء التي تحرم قتل النفس وترويع الآمنين وإشاعة الفوضى وتوضح للعالم الأهداف الخسيسة والشريرة التي يرمي إليها". وفي السعودية، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول (لم تذكر اسمه)، إعراب بلاده عن "كل الأسى والحزن والغضب" بسبب "الجريمة الوحشية البشعة التي اقترفها التنظيم الإرهابي داعش بحق" الكساسبة. واعتبر ما قامت به داعش "عملا بربريا جبان لا تقره مبادئ الإسلام الحنيفة المنصوص عليها في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يقدم على ارتكابه إلا ألد أعداء الإسلام". وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش" قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما متزوج منذ 6 أشهر)، حرقاً. ويسيطر "داعش" على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء "الخلافة"، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوًا من تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم. وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.